وجدت نفسي مجبراً على التطرق اليوم وفي هذه المساحة التي تقدمها لي جريدة الجميع"الحياة"، إلى رسالة وصلتني تحمل الكثير من العتب وبشدة على تجاهلنا كرياضيين وكإعلاميين مسألة في غاية الأهمية تتعلق بأبنائنا جيل هذا البلد المعطاء جيل الشباب جيل المستقبل المحبين والعاشقين للرياضة. ولم تكن المفاجأة في سؤالي لهذا المعاتب والمحب أيضاً والذي عرف نفسه بأنه مغرم وعاشق للرياضة، ويشجع فنونها، ومتابع لنتائجها من زمن طويل، ولكن ما استوقفني كثيراً هو تطرقه الى نقطة في غاية الحساسية والأهمية وتتركز في الحرمان ب"حسب قوله"الذي يجده أبناؤه وأبناء الكثيرين من أولياء الأمور في مزاولة أبنائهم الرياضة وبجميع إشكالها، ودائماً تأتي محبوبة الرياضيين كرة القدم في الأولوية طبعاً، وذكر أن هذا الحرمان يأتي لعدم وجود الأماكن الآمنة والمهيأة ليستطيع هذا الطفل أو الشاب مزاولة هوايته بكل يسر وسهولة. وفي نهاية رسالته العتابية وجه لي طلباً وألحّ فيه كي أذهب بنفسي لأي حي في مدينة الرياض وأبحث عن أي منشأة رياضية يستطيع أولياء الأمور وأبناؤهم مزاولة هواياتهم فيها وتكون متنفساً لهم بعد عناء وتعب العمل الأسبوعي، قررت فوراً أن ذهب إلى أقرب الأحياء مني لأجد نفسي في وسط حي المصيف، وهنا كانت المفاجأة بالفعل تنتظرني، إذ لم أجد ما يوحي بأن هناك أي توجه نحو إقامة مواقع تشجيعية للشباب، فقررت فوراً التحول إلى موقع آخر فتوجهت إلى حي الازدهار فصدمت بالفعل، لأقرر الذهاب إلى موقع سكني الخاص في محافظة الدرعية، ووجدت أن أقرب وجهة هي نادي الدرعية لتكون الطامة الكبرى بانتظاري وأنا أشاهد الأبواب مغلقة حتى اشعار آخر، فقلت ربما هذا ناد له وضهة ومنسوبوه ومواعيده، فحاولت أن أبحث عن حديقة أو مرفق يستطيع أبنائي تأدية نشاطهم فيه فلم أجد. إذاً أنا أعترف أننا قصرّنا كرياضيين وإعلاميين كثيراً كما ذكر لي باعث الرسالة العتابية في حق أبنائنا. وأنا أضم صوتي إليه وأنتظر كما ينتظر الكثيرون وعلى أرض الواقع مشاريع مستقبلية وعاجلة للاهتمام بهذا النشء والشباب. وأتساءل: من المسؤول عن درس حاجات الشباب وتنفيذها سواء من مرافق رياضية أو حدائق خاصة بهم تحتضنهم داخلها وتحميهم من مغريات هذا العصر، ومن الاتجاه لأساليب خاطئة ستجلب لهم ولنا الكثير من المصاعب والمتاعب؟. إنه اللعب في الشوارع هو الحل الأخير لهؤلاء الشباب، ويضطر الأب إلى دفع مبالغ كبيرة ليدخل أبناءه في مراكز رياضية متخصصة وهو ذو دخل محدود أو متوسط. السؤال المهم الآن هل وزارة الشؤون البلدية والقروية والرئاسة العامة لرعاية الشباب وحدهما من يتحمل مسؤولية هذه الفئة، أم أن هناك أطرافاً أخرى يجب عليها وينتظر منها دور إيجابي في العمل والتخطيط والتنفيذ. وإذا كانت العاصمة الرياض مثلاً تعاني من هذا التجاهل فما بالكم بالمناطق الأخرى البعيدة كل البعد عن عيون الإعلام؟ [email protected]