انفعال عفوي كبير وجميل كان عليه رئيس نادي الهلال الأمير الشاب محمد بن فيصل وهو يتحدث إلى الزميل المتألق خالد العرافة في القناة الرياضية لراديو وتلفزيون العرب، بعد ثوان من نزوله من المنصة الرئيسة لملعب الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية"الرياض"، وهو يحمل كأس ولي العهد... ثاني أقوى واكبر المسابقات الكروية السعودية... فالأمير الشاب خريج الولاياتالمتحدة والأكاديمي المتزن... استطاع أن يقود هذا النادي الجماهيري العريق إلى البطولة الثانية له على التوالي في الموسم الحالي، وهو ما يعزز من بدء سيطرة الهلال الواضحة على الألقاب المحلية في الموسم الجاري، بعد غياب عن المنافسة لم يستمر طويلاً. لا احد ينكر أن القادسية كان فريقا صعباً في النهائي... وان لاعبيه الشباب قد خذلتهم في تلك الموقعة القوية والكبيرة ورقة الخبرة التي كانت تميل لمصلحة القميص الأزرق... هذا القميص الذي تعود على المباريات النهائية على عكس"جوع"القادسية الذي يبدو واضحاً إلى الألقاب منذ ان احرز آخر بطولاته المحلية الكبرى قبل اثني عشر عاماً، عندما قاده خليل الزياني الى الفوز بكأس ولي العهد في 1992 في عهد رئاسة رجل الأعمال المعروف علي بادغيش للقادسية. لكن أعود إلى الهلال الذي استطاعت خبرة سامي الجابر المعتادة ان توفر لبقية مهاجميه الفرصة للحصول على المساحات الخالية التي نتج منها هدفان غاليان للقميص الأزرق أو"الزعيم"، كما يحلو لعشاق الهلال تسميته... فالهدف الأول الذي توغل فيه محمد الشلهوب وسط الدفاعات القدساوية... كان نتاج جهد فردي ومهاري من نجم الوسط الدولي المتألق... ونتاج ارتباك دفاعي قدساوي، حيث ان لاعبيه توجهوا لمراقبة سامي الجابر كرد على مراقبة مهاجمهم الصاعد ياسر القحطاني... لكن الوضع في الهلال كان مختلفاً عن القادسية من حيث انه في القادسية لا تجد من يستغل مراقبة القحطاني، بينما هناك اكثر من لاعب كانت مراقبة الجابر وارتباط اكثر من مدافع قدساوي به فرصة ذهبية للوصول إلى المرمي عبر أسرع الطرق وأسهلها... وكان من نتاج هذا الأمر ان وجد الشلهوب الطريق سالكة إلى شباك هاني العويض... بينما كان العنبر صاحب رصاصة الرحمة!! وعلى ذكر النجم ياسر القحطاني فإن ثعلب الكرة السعودية"امين دابو"يرى ان ياسر بكل ما قدمه من موهبة في عامين ماضيين لم يقدم إلا جزءاً بسيطاً من موهبته الحقيقية... وأنا اتفق معه في ان ياسر ستكون أمامه فرصة حقيقية لتطوير كبير في مستواه لكن من خلال مجموعة افضل"فنياً"ومهارياً من المجموعة التي يلعب معها ... ولن أبالغ ان قلت ان انتقال ياسر ربما يكون هو الانتقال الأول الذي يجب ان يتم لمصلحة مستقبل خط المقدمة في المنتخب السعودي بصرف النظر عن اسم النادي الذي من الممكن ان ينتقل إليه. أعود الى الهلال الذي يبدو ان علاقته مع الذهب هي علاقة"فيزيائية"... فهو يتعامل مع الكؤوس وكأنها قطعة معدن تنجذب الى المغناطيس... وكيف لا يستحق الازرق البطولة الكبرى وهو يملك مثل هذا الجمهور الوفي الذي شاهدناه في مدرجات ملعب الملك فهد الدولي في الرياض... ان نادياً يملك مثل هذا الجمهور العريض... لا يمكن له إلا ان تتحول البطولات الى"ادمان"وتخصص له. أخيراً... أرى ان اللاعب المؤثر في اللقاء كان محمد الشلهوب الذي يستحق لقب رجل المباراة... فهو فريق في لاعب... ولاعب في قلب مدرج! [email protected]