البارحة أضاء (الهلال) قمر العاصمة وتفوق على شقيقه (القادسية) وأعلن رحلاته المتتابعة نحو منصات التتويج خطوة بخطوة، وكانت الخطى واثقة من بطولة إلى بطولة بدأ مشوار الذهب بكأس الأمير فيصل مروراً بكأس التضامن وأخيراً وليس آخراً كأس ولي العهد الغالية ليتوج كبير الأندية السعودية وزعيمها بالذهب وسط جماهيره الكبيرة التي ملأت استاد الملك فهد ولم يخب فريقها ظنها لأنه اعتاد على رسم البسمة على شفاهها لذا انتقل هذا الموسم من منصة إلى أخرى ثلاث مرات. المباراة قدم فيها الفريقان مباراة جيدة فنياً أثر على أدائها الشد العصبي بعض الشيء كنتاج طبيعي لمواجهة الكؤوس وشارك القادسية شقيقه الهلال اللقاء الذي سادته الروح الرياضية العالية من أفراد الفريقين اللذين حظيا بتكريم سمو ولي العهد. المباراة ينطبق على هذا الشوط مسمى مباريات الكؤوس بعد أن كسر التحفظ الدفاعي المتوقع بمبادرات هجومية سريعة وخطيرة انصبت في مجملها لصالح الهلال من حيث الأكثرية والخطورة في حين «لدغ» القدساويون مبكراً وكادوا أن يظفروا بقاصم الظهر لولا رعونة السالم. وجاءت «بواكر» الخطورة في الدقيقة الثانية لكن كرة الزاوية تجاوزت رأس حكمي المتربص على خط الست ياردات. وجاء الرد الهلالي بهجمة منسقة وسريعة قادها كماتشو والشلهوب واعتمدا فيها على المهارة الفردية بعد «عقب» جميل من كماتشو وصلت الكرة للشلهوب على طرف الصندوق تجاوز أكثر من مدافع وانفرد بالعويض لكن تسديدته انحرفت قليلاً عن المقص. أعقبها الغامدي بتسديدة «ماكرة» من منتصف الملعب ساقطة في حلق المرمى لحق بها هاني وأبعدها لترتطم في العارضة وهي في طريقها للخارج. وفي غمرة الانطلاقات الزرقاء ينفرد سامي بالعويض بعد بينية سريعة من كماتشو «تسرع» الجابر في التسديد لتسقط في أحضان الحارس القدساوي، وقبل هذه الكرة بدقائق كاد الجابر أن يفتتح التسجيل بعد أن تجاوز الطريري والحقة بالعميري قبل أن يسدد عنيفة ترتطم بالقائم القريب من المقص وتعود لخارج الصندوق دون متابعة. في الدقيقة الثامنة عشرة وفي التيار المعاكس لمجريات الأحداث الخطرة يفاجئ خوزيه سوزا الهلاليين والخمسين ألف متفرج الذين يساندونهم «بقذيفة» لا ترد ولا تصد من حيث القوة والدقة لتستقر في الزواية القصوى اليسرى للعتيبي وفي المقص تماماً. لخبط الهدف الفريق الهلالي وبث الرعب في صفوفه التي ارتبكت تماماً وكاد يوسف السالم أن يتأتى بقاصمة الظهر وينهي المباراة قبل أوانها بعد أن انفرد بالعتيبي إثر تمريرة (هدف) من القحطاني حاول السالم «رفعها» من فوق العتيبي لكنها كات أطول مما ينبغي. ٭ استمر اللعب بعدها على وتيرة «شبه مملة» ضغط هلالي غير مثمر ودفاع قدساوي محكم قبل أن يأتي الشلهوب بكرة «عالمية» جندل فيها الدفاع القدساوي واحداً تلو الآخر حتى انفرد بالحارس ولعبها «بدهاء» من فوق رأسه لتعانق الشباك القدساوية وتنشر الفرح في المدرجات الهلالية الهادرة. في العشر الدقائق الأخيرة من الشوط هدأت الألعاب الهلالية وبقي القدساويون على طريقتهم السابقة رغم أن «كماتشو» كاد أن يضاعف النتيجة في وقت قاتل من الشوط لكن تسديدته العنيفة من الخطأ المباشر ارتطمت بالعارضة في طريقها للخارج. الشوط الثاني اختلف الوضع في هذا الشوط عن سابقه بعد أن غلب التحفظ الدفاعي على أداء الفريقين وانحصرت الألعاب في مجملها في وسط الميدان وإن كانت الأفضلية النسبية لبني قادس من حيث الاستحواذ في المقابل كانت الخطورة متلونة بصبغة زرقاء. ٭ جاءت أولى ملامح الخطورة الهلالية بعد ضربة زاوية نفذها «الشلهوب» قبل خروجه على رأس تفاريس والذي سددها في المرمى الخالي إثر الخروج الخاطئ من العويض لكنها مرت بعيداً عن الشباك. ٭ العنبر بديل فهد مبارك أهدر فرصة لا تضيع بعد أن جهز له الشلهوب كرة على طبق من ذهب لكنه تعامل معها «برعونة» واضحة واستعجال كبير وهو مواجه للمرمى سددها ضعيفة مرت بجوار القائم. ٭ خرج القحطاني ياسر من كماشة «المفرة وتفاريس» في ظهور أولى ووحيد وروّض الكرة على صدره بطريقة رائعة لكن تسديدته مرت بعيداً عن شباك الشاطر حسن. ٭ في ظل التكتل الدفاعي المحكم من الفريقين بعد أن أغلق «الممرنان» الطرق المؤدية كان لابد من حلول سواء بالكرات العرضية أو التسديدات المباشرة ووضحت الرغبة الزرقاء في إدراك الذهب بعد أن أطلق «كماتشو» صاروخاً عنيفاً اعتلى العارضة بقليل. ٭ هدف الذهب والذي نشر الفرح في الأجواء الهلالية و«عطر» أجوائها جاء بعد طلعة هجومية من «الطائر» الدوخي تجاوز الحرندا أولا قبل أن يرسل عرضية «نموذجية» انبرى لها «العنبر» من بين الجميع وحلّق في الفضاء أولاً قبل ان «يغمزها» برأسه لترتطم في العويض ثم تتهاوى «الهوينا» باتجاه القائم الأيمن لتقبله بدلاً من الشباك بعد ان تجاوزت بكامل «محيطها» حدود المرمى رغم محاولة هاني اليائسة وكان موعد الفرح الهلالي قبل النهاية بسبع دقائق. الوقت المتبقي من الملحمة شهد خروجاً قدساوياً عن النص بعد ان شعروا بفقدان الذهب وجاءت الرعونة الأولى من عبده حكمي الذي اعتدى بالضرب على البرقان ليشهر له الحكم «الصارم» البطاقة الحمراء المستحقة ويخرج اللاعبان من المستطيل الأخضر أحدهما مطروداً والآخر مصاباً. ثم أعقب ذلك «رعونة» أخرى من جابر حقوي مع سامي الجابر لكن البطاقة الصفراء كانت في انتظاره. وجاء مشهد القحطاني كآخر حالات اليأس القدساوية بعد ان حاول «التمثيل» على الحكم ليشهر له البطاقة الصفراء الثانية ليخرج من الملعب وتنتهي الملحمة بفوز هلالي مستحق وبطولة مستحقة ليبسط بفوزه سيطرته على أجواء البطولات المحلية كزعيم «أوحد» لها. لقطات من المباراة جمهور هلالي غفير تجاوز الخمسين ألفاً حضروا للمباراة قبل ساعات من اللقاء وساند فريقه بحرارة طوال المباراة وتفاعل طويلاً مع اللمحات الفنية الجميلة التي «بثها» بثلاثي الرعب الأزرق «الجابر - الشلهوب - كماتشو». حكم المباراة الإيطالي روبرتو روزيتي كان موفقاً في المباراة وتعامل مع احداثها المثيرة «بحرفية» كبيرة وكان صارماً جداً في قراراته وجاءت أغلب «صافراته» منطقية هدف عالمي سجله محمد الشلهوب بعد ان تجاوز الدفاع القدساوي بل «جندلهم» الواحد تلو الآخر حتى واجه الحارس وغمر الكرة بطريقة «اللوب» من فوق رأسه لتعانق الشباك في حلق المرمى. تبديل موفق جداً نجح فيه باكيتا بعد ان زج بالعنبر البعيد نسبياً عن أجواء المنافسات خصوصاً الحاسمة منها لكنه كان عند ظن مدربه به وأحرز هدف الذهب الأزرق. حضر المدرب التونسي أحمد العجلاني للمباراة وهو يرتدي الزي الرسمي في «تلميح» طريف في رغبته في الصعود إلى منصة الذهب بطلاً..