يبدو ياسر القحطاني واحداً من اللاعبين السعوديين الذين شقوا طريقهم إلى النجومية والأضواء بمنتهى الصعوبة فكانت العقبات تتوالى عليه تباعاً لا تنقطع عنه ولأنه اعتاد أن يظهر ويعود من الطرق المعقدة فكان هو الخيار الأمثل للمدرب الوطني سامي الجابر الذي بحث عن الفوز من خلال إعادة القحطاني للقائمة الأساسية في الهلال بعد أن غاب عنها طيلة الموسم الحالي في لقاءات الدوري فجاء الفتح بطل النسخة الماضية ضيفاً ثقيلاً على الهلال في الجولة الثالثة عشرة، والأزرق يعيش أوضاعا متقلبة من المستويات الفنية والنتائج فكانت الانتقادات تحاصر الجابر والمدرج الأزرق يطغى عليه حالة من القلق نتيجة لهذه التقلبات الفنية. انطلق لقاء الفتح وياسر في مقدمة الهجوم الأزرق وعلى ذراعه الأيمن شارة القيادة وبعد دقائق من انطلاقة المباراة سجل الهلال هدفه الأول عن طريق ناصر الشمراني وظل المدرج الأزرق متخوفاً على نتيجة المباراة لاسيما وأن الخصم ليس ضعيفاً فكان يهاجم فريقهم بحثاً عن التعادل واستمر الفتح يبحث عن هدف التعادل والعودة للمباراة من جديد وفي هذه الأثناء استلم اللاعب الشاب عبدالعزيز الدوسري كرة اختار أن يضعها عرضية لتجد قائد الهلال ياسر القحطاني الذي سددها ليسجل معها الهدف الثاني للهلال ويؤمن على نتيجة اللقاء، ولم يقتصر حضور القحطاني الأول من بداية المباراة هذا الموسم على تسجيل الهدف فكان شعلة من النشاط طيلة وجوده في الملعب وكان حاضراً في الهجوم ومسانداً للدفاع ومستمراً ببث الحماس في نفوس زملائه اللاعبين مترجماً بذلك قيمته القيادية إلى جانب الفنية. ياسر أعاد للجماهير لمحة من مستواه المتوهج في موسم 2007 واختار أن يعود بهذا الأداء للواجهة الزرقاء والتي صفقت له كثيراً وهو يغادر الملعب تاركاً مكانه لمحمد الشلهوب، وعودة القناص الهلالي للحضور الفني القوي والتهديف تعد دفعة قوية للهلال والذي كان يفتقد في الفترة الماضية لوجود نجم داخل الملعب يمتلك صفات القائد وسيطر القحطاني على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إذ تغنى بعودته الهلاليون والرياضيون مسيطراً بذلك على نجم الجولة الثالثة عشرة. ياسر سعيد القحطاني أبصرت عيناه الدنيا 11 أكتوبر 1982م نشأ وترعرع في مدينة الخبر وعرف كرة القدم في الصالات المغلقة حيث انضم لفريق يلعب في حواري الخبر وكان يشارك في الدورات المتواصلة ولمع نجمه في بطولة أرامكو بالظهران فتنافس ناديا الاتفاق والقادسية على ضمه وكان الاتفاق الأقرب له بعد أن نجح في التجربة الميدانية وأوصى المدرب الوطني فيصل البدين بتسجيله في كشوفات فارس الدهناء إلا أن خلافاً على الأمور المادية أبعد القناص عن القميص الأخضر وفتح الباب لنادي القادسية لتقديم عرض لنجم الحواري طمعاً في الفوز به ونجحت إدارة بني قادس في الظفر بخدماته بمبلغ 50 ألف ريال وانضم ياسر ذو ال 21 ربيعاً للقادسية الذي يخوض وقتها منافسات دوري الدرجة الأولى فكان ياسر خير معين على صعود الفريق من جديد للأضواء وعلى إثرها انضم للمنتخب الأولمبي المشارك في بطولة الصداقة في أبها وهناك نثر ياسر إبداعه فأثار إعجاب الهولندي فاندرليم مدرب المنتخب السعودي الأول الذي استعان به في كأس العرب وأثبت ياسر نفسه وقدم مع القادسية أجمل مستوياته الكروية موسم 1423ه وقاد ناديه للمربع الذهبي فقدمت الأندية ملايينها لضم القحطاني لكن قلبه لم ينبض إلا للهلال حباً وعشقاً ووفاء فرفض الملايين واختار الهلال لينضم للفرقة الزرقاء وفيها ظهر القحطاني بشكل آخر فنجح مع الهلال في تحقيق عديد من البطولات حتى تسلم شارة القيادة بعد اعتزال الحارس الأسطوري محمد الدعيع وسبق للقحطاني الفوز بجائزة أفضل لاعب آسيوي عام 2007 بعد المستويات الكبيرة التي قدمها مع المنتخب في كأس آسيا ووصل على إثرها للمباراة النهائية التي خسرها منتخبنا الوطني أمام العراق وسبق للقحطاني الاحتراف الخارجي لمدة عام مع العين الإماراتي نجح في هذه الفترة في تحقيق لقب الدوري الإماراتي مع الزعيم الإماراتي قبل أن يعود للهلال، وتأتي عودة ياسر لمستواه البداية التي ينتظرها الشارع الرياضي من القحطاني ليعود لتقديم مستوياته الكبيرة والتي عرف بها منذ بزوغ نجمه الكروي.