داعب حلم ال Down Town لمدينة جدة، خيال الحضور في اللقاء التعريفي الذي عقدته أمانة جدة لتقديم مشروع الملك عبدالعزيز لتطوير المنطقة التاريخية في المدينة وإنمائها. أنصت الحضور طويلاً إلى عرض مدير المشروع الدكتور عدنان عدس عن التصورات المستقبلية لمنطقة جدة التاريخية"البلد"، مع مشاهدة عروض للتصاميم والمخططات المقترحة في المنطقة، بعد اكتمال الدراسات الميدانية للمنطقة من قبل مجموعة من طلبة كلية تصاميم البيئة50 طالباً في جامعة الملك عبدالعزيز، وربما أدهشهم التصور المطروح لتمويل حماية المنطقة التاريخية عبر بيع"الهواء". وقدم الدكتور عدس في اللقاء الذي لم يزد عدد الحاضرين فيه على ال50 شخصاً نصفهم تقريباً من موظفي الأمانة والإعلاميين إضافة إلى عدد من السيدات، شرحاً عن تاريخ مدينة جدة منذ نشأتها الأولى والأحداث الواقعة فيها على مدى تلك القرون الطوال، وحولاً إلى وقتنا الحاضر عندما نزعت المدينة أسوارها المحيطة بعد توسعها الكبير إثر توحيد السعودية. وأشار إلى أنه نتيجة للتطور الكبير الحاصل في مدينة جدة، فقدت المدينة جزءاً كبيراً من مكوناتها الأصيلة، إلى أن وقفت أمانة جدة في عهد أمينها الأسبق محمد سعيد فارسي، في وجه الزحف الكبير الذي واجهته المنطقة، وخصوصاً زمن الطفرة النفطية، موضحاً أنه تم إجراء إحدى عشرة دراسة خضعت لها المنطقة، إلا أنها جميعاً لم تصل إلى حل جذري لمشكلات عدة تعانيها. ونبه الدكتور عدس إلى مشكلة خطيرة يعانيها القائمون على أعمال الحفاظ على آثار المنطقة التاريخية، تتمثل في تقلص أعداد معلمي البناء التقليدي، حيث لم يتبق منهم الآن سوى أربعة معلمين، أصغرهم بلغ ال60 عاماً، فيما يتم العمل على نقل خبراتهم إلى شبان من الجيل الجديد يكتسبون تلك الخبرات، مشيراً في هذا الشأن إلى مشاركة عدد من الطلبة الصم والبكم، في أعمال ترميم المنازل المصنفة تاريخية والبالغ عددها 537 منزلاً. وجاءت المفاجأة عندما شرح الأمين فقيه والدكتور عدس، الآلية المقترحة لتشجيع ملاك المنازل التاريخية للحفاظ عليها، من خلال السماح لهم ببيع المساحة المقدرة للارتفاعات في المنطقة على الراغبين في رفع طوابق بناياتهم في مناطق أخرى. فعلى سبيل المثال إذا أراد صاحب ملكية في شارع الملك عبدالعزيز رفع بنايته أعلى من الحد المصرح له، يمكنه ذلك عبر دفع قيمة طابق من أحد ملاك المنطقة التاريخية، مقابل محافظة مالك المنزل التاريخي على شروط نظام البناء المقترح في المنطقة. ومن الأمور الملاحظة في الدراسة الأخيرة من طلبة تصاميم البيئة، إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة المواصلات في المنطقة، عبر إنشاء شبكة حديثة للنقل الجماعي عبر خط للترام، وإيجاد مواقف عدة للسيارات في مداخل المنطقة، وتحديد مسارات مخصصة بالكامل للمشاة، وشغل المساحات الفراغية بمشاريع استثمارية بديلة وزيادة مساحة المسطحات الخضراء فيها. يذكر أن أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه، حرص على إرجاع الفضل في تنفيذ المخططات المستقبلية للمنطقة التاريخية إلى أصحاب الفضل الأوائل من الأمناء السابقين للمدينة، وخصوصاً سلفه المهندس عبدالله المعلمي.