أقامت الأديبة والشاعرة سلطان السديري، مساء الأربعاء المنصرم أمسية ثقافية، عنوانها "صورة الذات وصورة الآخر"، ألقتها منى البليهد. وأوضحت فيها بعض النقاط الأساسية التي تدور حول الموضوع، وهي أن ما يتشكل لدينا من صور لذاتنا أو للآخرين، لا تكون دائماً وفي جميع الحالات نقية ومحددة، بل غالباً ما يختلط فيها الواقعي بالمثالي، ويتداخل فيها الداخلي، أي رؤيتنا لحقيقة أنفسنا بالخارجي وما نريد اظهاره للآخرين من صفات خاصة بنا. وقالت إن مفهوم الذات للمرأة يشير الى تخيلنا لما نبدو عليه في نظر الآخرين، ما يترتب عليه شعور معين لدينا، يحدد معظم تصرفاتنا في مختلف المواقف. وفي هذا السياق بينت المحاضرة إن ركيزة أخلاق المسلم ليست فقط في هذا المفهوم ولكن في البعد الاقوى، فالأخلاق الدينية تحترم ايضاً المنفعة الشخصية، ولكنها تمتاز برعاية منافع الآخرين، وهي بذلك تدفع الفرد ان ينشد دائماً ثواب الله قبل ان يهدف الى فائدته. كما تطرقت إلى البحث الذاتي، الذي يمكن ان يرفع من درجة الحساسية نحو تحليل وتقويم الذات. وهنا اشارت الى نافذة على المناطق الأربعة المختلفة لدينا، فمنطقة النشاط الحر وهي أن يكون الشخص معروفاً لدى نفسه، ومعروفاً لدى الآخرين وهي دليل وعي الإنسان لتحسين شخصيته. اما منطقة القناع وهي أن يكون معروفاً لدى نفسه، ويخفي على الآخرين معلومات لأنه لا يثق بها، وفي هذه الحال كي يكون اكثر انفتاحاً ينبغي عليه زيادة ثقته بالآخرين. أما المنطقة العمياء وهي أن يكون لا يعرف نفسه ولكن الآخرين يعرفون عنه أشياء كثيرة، من خلال انفعالاته وحركاته واشاراته، فهنا ينبغي تزويدهم بمعلومات عن نفسه. وأخيراً منطقة المجهول، وهي التي لا يعرف نفسه ولا يعرفه الآخرين، منغلق تماماً على نفسه. يذكر ان الصالون الادبي للشاعرة سلطانة السديري يتميز بأنه الصالون النسائي الاول الذي يقام في الرياض ويعالج القضايا الانسانية والاجتماعية والنفسية، ويضم الكثير من المثقفات والاكاديميات.