هل يمكن أن تصنع انتخابات المجالس البلدية نقلة نوعية في الإدارة الحكومية؟ وهل يمكن أن تمنحنا نتائج انتخاب موظفين يديرون سياسات قطاع الخدمات الحكومية الفرصة في انتهاجنا سبلاً أكثر فاعلية تبنى على العلم بدلاً من أن تؤسس على اجتهادات؟ بما أن أصوات المواطنين سمعت ليقرروا من يعتقدون أنه قادر على تمثيلهم في مجالس المدن، فمن المنطقي أن نسمع آراءهن في المدن ذاتها ولكن بطريقة أخرى. التصويت أداة فعالة قد تقود الى معرفة توجهات الناخبين، واستطلاع الرأي وسيلة لها فاعلية مشابهة تمكننا من رسم خريطة للواقع كما تراه الغالبية، وفرصة ذهبية للكشف عن هموم الناس وأولوياتهم بعيداً عن برامج المرشحين ووعودهم. تساعد بحوث استطلاع الرأي المجالس البلدية حديثة الانتخاب في توجيه سياساتها وفقاً لتطلعات السكان، وسيكون من المدهش معرفة آراء المواطنين في الإسكان وازدحام المرور، وقضايا البيئة وتكلفة المعيشة. وللدليل على أهمية بحوث كهذه ما تعرفت عليه مدينة لوس انجليس الأميركية أخيراً من أن ثلث سكانها يتوقعون أن يغادروا المدينة في الأعوام الخمسة المقبلة لأنهم ضجروا من تكلفة الحياة هناك ومن الارتباكات المرورية التي سببها الزحام. دعوتنا للمجالس البلدية أن تقوم بترتيب أولوياتها وفقاً لمنهجية علمية بدلاً من التخطيط وفقاً لحدس أو توقعات، فمن المهم أن نحدد المشاريع الأكثر أهمية وفقاً لحاجة الناس وتطلعاتهم، ومن الضروري أن توجه الموازنات أيضاً لقضايا تتصدر قائمة اهتمامهم، وتلك التي تقلقهم وتؤرق مضاجعهم. استطلاع الرأي سيمكّن أعضاء المجالس البلدية من سماع احتياجات شرائح متعددة في المدينة، أهمها شريحة الفقراء وأولوياتهم، خصوصاً في الدورة الأولى التي لا بد من أن تعطى الأولوية فيها للإنجازات المرئيّة والسريعة عوضاً عن التحسينات طويلة الأمد في الخدمات الأساسية التي تهم الفقراء عادة. [email protected]