تبرهن الأحداث وتؤكد المناسبات يوماً بعد آخر أن الرياضة إلى جانبها التنافسي، فهي كذلك أخلاق قبل كل شيء والمتابع للساحة الرياضية يلاحظ في الفترة الماضية التصاقا كبيراً بين الرياضة والأحداث على الساحة، وبخاصة تلك التي أضرت ببعض دول شرق آسيا بسبب كارثة تسونامي وغيرها من الحوادث. لقد لفت نظري كغيري من المتابعين المواقف الرائعة التي تعاملت بها الرياضة السعودية مع تلك الأحداث، وأبرزها إعلان الرئاسة العامة لرعاية الشباب التبرع بمليون ريال سعودي للأسر المتضررة، عندما التقى نائب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر قبل أشهر قليلة، ومن بعد إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم التنازل عن دخل مباريات المنتخب السعودي التي تقام على أرضه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للحدث نفسه، يضاف إلى ذلك التبرع للإخوة الرياضيين في فلسطين بنصف مليون من أجل مساعدتهم لإعادة النشاط الشبابي المعزول لأسباب الحصار الغاشم. وجاء تبرع الأمير نواف بن فيصل الأخير بإنشاء مجمع سكني للأيتام ليحتضنهم ويعيد البسمة لهم كاستمرار للمواقف الخيرية التي يجسدها أبناء الوسط الرياضي بقيادة رجل الرياضة الأول الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. ولأن المعدن الأصيل يبقى كذلك فها هو رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي يجسد موقفاً رياضياً بتبرعه بدخل مباريات أكبر الأندية المحلية شعبية لمصلحة اسر شهداء الواجب ومن ثم تبرعه قبل أيام بمشروع خيري لمصلحة الأيتام، ومثل البلوي في الساحة الكثير وسيظهرون ليثبتوا أن يد الخير في هذه البلاد دائماً ممدودة وأن الرياضة السعودية تنطلق من الأخلاق قبل التنافس، فهل يعي من خرج عن النص كثيراً والتفت إلى التنافس الرياضي قبل التنافس الأخلاقي إذا نحن في حاجة لمراجعة حساباتنا كثيراً؟! إلى عمر الشقير فقط! عاصرت التحكيم المحلي لاعباً وها أنا أعاصره من موقع آخر... الحكم السعودي ناجح بكل المقاييس ولكن كيف يقتنع الآخرون؟ إن الحملة الشرسة والمنظمة التي يقع ضحيتها حكامنا ليست وليدة مباراة أو حدث...وحلها ليس صعباً من وجهة نظري... لقد تحدثت لحكام تربطني بهم صداقات في مناسبات عدة وسألت لماذا لا تمتد الجسور بينهم وبين اللاعبين؟ أقصد لماذا لا تنظم لجنة الحكام تواصلاً مستمراً بين الحكام والأندية، من خلال المحاضرات التثقيفية في وجود الحكام واللاعبين والإداريين جنباً إلى جنب، في جو أخوي يحاول الحكام فيه طرح العوائق التي يتعرضون لها، وكذلك يبدي اللاعبون ملاحظاتهم التي أنا متأكد أنها ستختصر مسافات كبيرة وتعيد الثقة المفقودة بين أطراف نجاح مسابقاتنا المحلية وتخفف من حدة الانتقاد الشخصي التي يتعرض لها قضاة الملاعب من المهرولين نحو التبرير والتشكيك في نزاهة الحكام للهرب من الغضب الجماهيري. [email protected]