عبر الشاعر عبد الله الجشي عن اعتزازه و شعوره بالغبطة لاختياره من المهرجان الوطني للتراث والثقافة شخصية ثقافية لهذا العام. واعتبر ذلك تقديراً لما قدمه في حياته الأدبية. ويقول الجشي الذي التقته "الحياة"في منزله في القطيف:"إن الإنسان يحب أن يكون مرموقاً، والإنسان لا يكون مرموقاً إلا بعمله، شريطة أن يكون عملاً نافعاً ومفيداً وإنسانياً". ويردد الجشي عبارة"هذه طبيعة الحياة"عند سؤاله عن رأيه عن التغيرات التي طرأت على الشعر والصحافة والحياة الاجتماعية، لافتاً إلى أن كل شيء يتغير، وأن حال القصيدة في السابق ليس هي حالها الآن، إلى جانب جمهور الشعر الشعبي الكثيف في السعودية. ويقول الجشي الذي أصدر ديوانين"الحب للأرض والإنسان"و"قطرات ضوء":"الشعر الآن ليس مثل الشعر قبل عقود من الزمن، ففي السابق يكاد يكون تلقائياً، ويكاد يكون الوسيلة الوحيدة للتعبير، مشيراً إلى أن"هذا العصر ونتيجة لطبيعة الحياة أصبحت هناك فنون أخرى تنافس الشعر مثل السينما والقصة والرواية وكثير من الأمور المستجدة التي طرأت في الحياة". ويضيف الجشي الذي يبلغ من العمر نحو 78 سنة"لقد قل تأثير الشعر نتيجة أن المجتمع لم يعد كما كان، هناك طفرة سكانية لكنها لم تفصح عن مجتمع". ويرى أن القصيدة الشعبية" لم تطغ والشعر الشعبي يظل مرتبطاً بالأرض التي يأتي منها وتكون محدودة، أما الشعر العربي فيمتد إلى كل البلاد العربية، والعربية لغة القرآن". ويشير الجشي الذي عمل في شبابه في تحرير كثير من المطبوعات الخليجية والعراقية، إلى أن"هناك تقدماً كبيراً في مستوى وعدد الصحف المحلية"ويعزو ذلك إلى"أن طبيعة الحياة التوسع والحياة تأتي بالجديد"مضيفا"أن ما بين عصر وعصر هناك تفاوت في العطاء". ويبرر الجشي غيابه في السنوات الأخيرة عن الصحافة والأنشطة الثقافية والاجتماعية، بقوله:"ظروفي الصحية قللت من اتصالي بالصحافة والكثير من المناسبات"، معتزاً بما قدمه في حياته من إنتاج أدبي" ما كتبته في السابق كثير". ويعتبر الجشي الذي عاش في العراق ردحاً من الزمن أن ما يجري هناك الآن هو" مرحلة مخاض، والحياة تفرض نفسها وستستمر"لافتاً إلى أن كل ما يحصل من أحداث مأسوية هو"عثرات في الطريق"وستكون هذه المرحلة خطوة لمراحل أجمل. ويعتبر الانتخابات خطوة لازمة"، مضيفاً أن"مستقبل العراق مرتبط بهذه الانتخابات". الانتخابات البلدية التي تشغل كثيراً من أهالي المنطقة الشرقية حالياً وكثيراً من مناطق المملكة الأخرى يقول عنها الجشي:"هي إعادة لما كان يجرى قبل خمسين سنة، إذ كانت موجودة". ويقارن الجشي، الذي تم انتخابه قبل أكثر من خمسين سنة في انتخابات البلدية في القطيف، بين انتخابات الوقت الحاضر والانتخابات أيام زمان ليصل إلى أن:"الدولة أرادت أن تتبنى الآن هذه الانتخابات نظراً لإمكاناتها المادية والتنفيذية وتنفق على البلديات على العكس مما كان في الماضي". ويستعد الجشي في الأيام المقبلة لاستلام عدد من دواوينه، التي لا تزال تحت الطبع لدى إحدى مطابع الدمام، والتي يعمل على إنجازها طباعياً ابنه قطيف، الذي يرافق والده في كثير من تحركاته، مؤمناً بكثير مما يعتقده الأب الشاعر. بلاد ربيعة مقطع من"بلاد ربيعة"وهي قصيدة طويلة، كان الشاعر ألقاها عام 1951 عندما زار وفد من أساتذة جامعة القاهرة مدينة القطيف وكان بين الوفد الدكتورة عائشة عبد الرحمن"بنت الشاطئ". يا قادة الجيل الجديد تحية ألقى الربيع على المباسم ظلها ولقد وقفت مرحباً ومعرفاً ولعل في الأجفان دمعة أسف هذي بلادي وهي ماض عامر القى عصاه على فسيح جنانها وأقام فيها نهضة عملية أزكى من الزهر الندي وأنضر وافتر منها الأرجوان الأحمر لكم ولست بما اعرف افخر إني بمجد الغابرين أفكر مجداً وآت بالمشيئة اعمر وعلى الجزائر عالم متحضر بالعلم تسندها العقول وتنصر سيرة ذاتية ولد عبدالله الجشي عام 1926 أتم تعليمه في العشرين من عمره وتفرغ للأدب والشعر والتاريخ والصحافة وعمل في عدد من الوظائف الحكومية والتجارة. شارك في إنشاء مؤسسات تعليمية وخيرية وتجارية. شارك في تحرير عدد من الصحف الخليجية والعراقية. كتب عنه كثير من الأدباء والباحثين الخليجيين وقررت بعض قصائده في المناهج الدراسية. له مؤلفات خلاف الدواوين الشعرية منها"بحوث تاريخية"و"الدولة القرمطية في البحرين"وتاريخ النفط في العالم حتى عام 1858.