شيع (الأثنين) محبو الشاعر السعودي الكبير عبدالله الجشي إلى مثواه الأخير، متذكرين كمَّا كثيرا من القصائد التي هزت وجدانهم، والجشي الذي فاجأ إبان مرحلته الشعرية الوسط الشعري في الخليج استطاع أن يلفت النظر إليه بعد تركيزه على الجانب الإنساني في شعره. تميزت حياة الجشي الأدبية والثقافية بمراحل أساسية، لعل من أهمها تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان ولاية العهد في حفل الجنادرية، إذ لفت التكريم إلى عطاء هذا الشاعر أكثر من أي وقت مضى، وفقا لمتابعين لتجربته الشعرية. وتوفي الشاعر عن عمر ناهز 88عاماً قضى معظمها في الشعر والأدب والدراسة الدينية، إذ هاجر إلى العراق وعرف بين مفكريها الكبار، ما ساهم في توليه لمواقع فكرية وأدبية متقدمة كتوليه لرئاسة تحرير مجلة الغري، وإدارة مكتبة الرابطة الأدبية في العراق، كما ساهم فور عودته للمملكة (1948م) في الإشراف على جريدة "أخبار الظهران" التي كانت تصدر من المنطقة الشرقية، ولم يقتصر نشاط الشاعر على النشاط الشعري المتميز في فترته، بل نشر بحثا مهما عن مدينة الدمام (الدمام في مدرجة التاريخ)، والذي تم نشره في جريدة "الفجر الجديد" التي أصدرها أحمد يوسف الشيخ يعقوب عام 1374هجرية. محطات كثيرة في حياة الفقيد، بيد أن ما يطغى في ذهن محبيه هو الشعر، نعم الشعر وحده، يقول الجشي في قصيدة تبرز حبه لوطنه ولأمته العربية: عشقتُ بلادي أرضها وبحارها واحاتها حتى الجزائر والربى عشقت ربيع الفاتنات مرفهاً يرشّفني فيه الرضاب المحببا بلادي فيها فجّر الحب طاقتي وصرت خبيرا بالغرام مدربا وقد يهرم الإنسان فكرا وصورة ولكن حبي ظل في ميعة الصبا سيمضي كلانا حاسد ومحسد ومن عاش في القصر المنيف أو الخبا حياة الفتى في علمه وفنونه وما قيمة الإنسان إن عاش مجدبا يشار إلى أن الشاعر الذي اشتهر بكنيته (أبو قطيف) أصدر مؤلفات عدة، بينها ديوان عبدالله الجشي، كتاب تاريخ القطيف، ملحمة شعرية عن الخليج العربي، ديوان الأرض والإنسان، إضافة لملحمة قصصية شعرية تحوي نحو 3آلاف بيت.