ارتبط الشهيد عبدالرحمن القضيبي بعلاقة حب مفاجئة مع الخيل والفروسية قبل قرابة سبع سنوات، عندما اشترى خيلاً لممارسة هواية الركوب في أحد المخططات الخالية من العمران، بالقرب من فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في بريدة. وتطور هذا العشق حتى بات يملك عدداً من الخيول، كان يضعها في حوش من الخشب في المخطط. عبدالرحمن بعد أن استهوته الخيول، حاول أن يحبب هذه الرياضة لبعض زملائه، ونجح بالفعل في استدراجهم لحب هذه الرياضة العربية الأصيلة، حتى أصبحوا الآن من ملاك الخيول ومن أمهر فرسانها. يقول زميله يوسف النغيمشي، كان يطلب منا أن نركب فقط، بعد أن وجد أننا لا نعير هذه الهواية أي اهتمام، ولكنه لم ييأس ونجح في أن يجعل الفروسية رياضتنا المفضلة، التي لا نستطيع أن ننقطع عنها، إلا في الظروف التي تقف عائقاً أمامنا. وبعد أن شاهد عبدالرحمن هوايته تنتشر بين زملائه، بنى إسطبلاً متخصصاً في مزرعة العائلة، التي تقع بالقرب من بريدة، وبالتحديد في خب ضراس الريفي، إذ كانت الأجواء تساعدهم كثيراً على أن يواصلوا إبداعاتهم بكل أريحية. ومع مرور الوقت، كان عبدالرحمن القضيبي يرى أنه باستطاعته أن يقدم خدماته لشباب المنطقة، وذلك بتعليمهم ركوب الخيل وتعليمهم أيضاً أسرار فنونها التي كان بارعاً فيها، وبالفعل ذاع صيت الإسطبل وزاد جمهور وعشاق الخيل. ونظم القضيبي سباقات مستمرة رصدت لها جوائز قيمة، أسهم فيها عدد من رجال الأعمال، الذين يثقون بالقصيبي ويشجعونه على مجهوداته في هذا المجال. ونتيجة جذبه جماهير القصيم كافة، اعترض نادي الفروسية في القصيم، النادي الوحيد المصرح له من رئاسة رعاية الشباب في المنطقة، على تنظيم المسابقات، ومنع الإسطبل من الاستمرار في سباقاته. بعد ذلك استمر عبدالرحمن ومجموعة من زملائه في ممارسة هوايتهم وكذلك تعليم النشء والمبتدئين فنون ركوب الخيل. دفعته مهارته الكبيرة في ركوب الخيل إلى تجريب حظه في المشاركات الرسمية، إذ شارك في سباق التحمل في الطائف المؤهل إلى بطولة العالم في البحرين بفرسه"ريدا"، واستطاع اجتياز مسافة السباق البالغة 120 كلم، محققاً المركز الرابع. ولكن نظراً إلى ارتباطاته وظروف عمله، لم يشارك بالسباق، ولكنه باع الفرس الفائزة إلى أحد ملاك الخيول في قطر. وحقق آخر بطولة للتحمل، التي أقيمت الصيف الماضي في محافظة الرس، بعد أن حقق المركز الأول بفرسه التي أطلق عليها"فتاة اللغف". و كان له بعد نظر وحنكة خبير في اختيار الخيول، إذ بدأ في السنوات الأخيرة شراء مهور صغيرة، وتدريبها ومن ثم يبيعها من دون المغالة في ثمنها. ويقول زميله النغيمشي عن هذا الجانب:"لو كان يهتم بالجانب المادي، لربح كثيراً، خصوصاً بعد أن ذاعت شهرة الإسطبل، إذ كان الوحيد من بيننا الذي لم يكن يرغب في أن يتقاضى مقابلاً مادياً لقاء تعليم وتدريب ركوب الخيل، بل كان يقدم هذه الخدمات بالمجان". وأوضح أن عبدالرحمن كان يفكر ملياً قبل استشهاده في دخول سباقات الخيل الرسمية"أبلغني بأنه سيدخل هذا المجال التنافسي، وكان متأكداً بأنه سيحقق النجاح، ولكن القدر خطفه قبل أن يحقق هذا الطموح."