تمثل الخيل أحد الملامح الثابتة لأبناء الجزيرة العربية، وتحديداً السعودية. فلا تستقيم صورة الاخيرة من دون فرس وفارس يمسك بالعنان، او يمتطي صهوة جواد يسابق الريح. الخيل والخيال في تلك الجغرافيا الصحراوية، بمثابة الكلمة ومرادفتها. وارتبطت تلك الصورة في الذهنية العربية طويلاً، حتى اصبح من الصعب جداً تصور ابن الجزيرة العربية من دون الفروسية. لكن في السنوات الاخيرة ومع تطور المجتمع السعودي، انحسر دور الخيل واقتصر ركوبها على النخبة من الاثرياء ورجال الاعمال. ولكن الفروسية تزدهر في الصيف ويهتم بها الآباء الذين يحرصون على نقلها الى ابنائهم. ويقول مدرب الفروسية عبدالله البرجس: "رياضة الفروسية من أهم الرياضات في السعودية وتلاقي اهتماماً كبيراً من قبل الكثيرين خاصة من النخبة ورجال الأعمال الذين يحرصون على تربية الخيل". ويضم نادي الفروسية في السعودية أكثر من 600 مالك خيل وتعد منطقة الجنادرية التي تضم إسطبلات الملاك الشعبيين احد ابرز الأماكن القديمة والمعروفة بتربية الخيل. ويهتم عدد كبير من أولياء الامور في تدريب أبنائهم على ركوب الخيل والفروسية خصوصاً في الاجازة الصيفية حيث يفتتح عدد من المراكز الصيفية لتعليم الفروسية، ويعتبر الصيف الوقت المناسب لمثل هذه الرياضة التي يحب الشباب ممارستها. اما بالنسبة الى ميادين السباقات، فهناك تسعة ميادين تتوزع على محافظاتجدة والقصيم وحائل والزلفي ونجران والجبيل والخفجي، إلى جانب ميدان الجنادرية. وتقام في هذه الميادين سباقات سنوية تقدم في نهايتها جوائز ومبالغ مالية جيدة للملاك لتشجيع رياضة الفروسية وتطويرها في جميع أرجاء المملكة. ويقول الفارس خالد بن عبدالرحمن الجريسي: "هناك عدد من المدارس المتخصصة بتدريب الخيل وتعليم الفروسية، ومنها المدرسة الدولية الموجودة في حي الملز في الرياض وتهتم بتطوير وصقل موهبة الشباب كي يصبحوا فرساناً، وتقام فيها بطولات وتصفيات في كل عام. كذلك يوجد مركز نواف للفروسية والسهام الذي يشرف عليه العقيد نواف العنبر رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي للفروسية وهذا المركز خاص بتعليم رياضة القفز في الفروسية، وتقام فيه ايضاً بطولات محلية لمباريات الاتحاد السعودي". وهناك فرسان عالميون منهم خالد العيد صاحب برونزية سيدني الماضية والذي يستعد حالياً لخوض منافسات بطولة اولمبياد أثينا المقبلة بجواده "الرياض". وسيُنشر عدد من المراكز الفروسية في مدينة الرياض في القريب العاجل. ويطالب الشباب بتفعيل هذه الرياضة الأصيلة والتشجيع على ممارستها طوال العام. ومن المراكز السعودية المتخصصة بالخيل، مركز الملك عبدالعزيز للخيل في ديراب، الذي تنظم فيه بطولات لجمال الخيل العربية وسباقات الفروسية واشرف عليها حكام من أوروبا ويشارك فيها عدد كبير من الملاك في السعودية ودول الخليج. أما أشهر الإسطبلات في السعودية والخليج، فهي إسطبلات الأمير سلطان بن عبدالعزيز المعروفة باسم "البويبيه" وهي من الأفضل عالمياً إذ حققت كأس العالم وبطولات عربية عدة. وهناك أيضاً إسطبلات الأمير خالد بن سلطان المعروفة باسم "الخالدية" التي لها صولات وجولات في الميادين العالمية وساحات العرض.