أقدم سجين يقضي حكماً بالسجن ثلاثة أعوام على الانتحار أمس، في سجن الدمام المركزي، بعد أن"قوبل طلبه بالذهاب إلى المستشفى بالرفض"، كما قال بعض أقاربه. وتعتبر هذه حادثة الانتحار الثانية التي تشهدها سجون المنطقة الشرقية خلال عشرة أيام. وتردد ان السجين 30 عاماً أقدم على الانتحار بشنق نفسه بواسطة ثوبه، فيما قالت مصادر أخرى داخل السجن"إنه انتحر بتناول كمية كبيرة من الحبوب المهدئة للأعصاب، أدت إلى دخوله في غيبوبة حتى صباح أمس، حيث فارق الحياة"، مشيرة الى انه"تم العثور في حوزته على علبة حبوب مهدئة للأعصاب". وحكم على النزيل المنتحر وشقيقه بالسجن ثلاثة أعوام في قضية حيازة حبوب مخدرة، وأشارت مصادر إلى أنه لم يتبق على مدة المحكومية سوى ثلاثة أشهر. وأشارت المصادر إلى أن"النزيل طلب من إدارة السجن مساء أول من أمس نقله إلى المستشفى، مشيراً إلى شعوره بآلام حادة، بيد ان الضابط المناوب رفض نقله، بعد ان لاحظ أنه في صحة جيدة، ولا يشكو من عوارض آلام، وطلب منه العودة إلى العنبر رقم 7، لكنه رفض وأصر على الذهاب إلى المستشفى، فنقل إلى السجن الانفرادي، وسط تهديده بأنه سيقدم على الانتحار، وهذا ما فعله في وقت لاحق، حيث عثر عليه في حالة غيبوبة، وبادر طبيب السجن بالكشف عليه، لكنه فارق الحياة فوراً". وشهد سجن مدينة الجبيل منتصف الأسبوع الماضي، محاولة انتحار أقدم عليها سجين في العقد الثالث، حال دون تنفيذها تدخل أحد رجال الحراسات الأمنية في السجن. فلقد لف السجين رقبته ب"شماغ"، وربطه بإحدى نوافذ السجن، وصادف ذلك مرور رجل الحراسة، الذي لاحظ وجود الشاب معلقاً، ما دعاه إلى التدخل السريع لإنقاذه. ونقل الشاب إلى مستشفى الجبيل العام، لإجراء الإسعافات الأولية، وتم تنويمه في المستشفى تحت الملاحظة. وقال مصدر في سجن الجبيل:"إن الشاب يعاني مرضاً نفسياً، قد يكون دفعه إلى محاولة الانتحار". وفتحت الجهات المختصة ملفاً للتحقيق في الحادثة، لمعرفة دوافعه. كما شهد سجن محافظة الأحساء أخيراً، شجاراً جماعياً بين ستة نزلاء في أحد العنابر، تتراوح أعمارهم بين 22 إلى 32 عاماً، أصيب فيه اثنان منهما بكدمات ورضوض في الرأس واليد اليسرى والبطن والقدم. ونقل أحدهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. إلا ان حالته مستقرة. وقالت مصادر في السجن ان الحادثة وقعت"إثر سوء تفاهم حدث بين النزلاء". وشهدت سجون في مدن عدة في السعودية خلال الشهر الجاري، امتناع نزلاء عن تناول الطعام، مطالبين بشمولهم في قرارات العفو، التي شملت سجناء. بيد ان مصدراً في إدارة السجون رفض الربط بين ما شهده سجنا الجبيلوالأحساء وامتناع النزلاء الآخرين عن الطعام. وقال:"هذه الحوادث منفصلة تماماً، وهي فردية، وتقع بين حين وآخر، ونسعى إلى السيطرة عليها". وطالبت أسر سجناء في اتصالات تلقتها"الحياة"أمس، المديرية العامة للسجون بتشكيل لجنة خاصة تتولى التحقيق في أوضاع السجون، بعد الحوادث الأخيرة التي شهدتها. وبدوره، أكد المدير العام للسجون اللواء الدكتور علي الحارثي في تصريح سابق وجود لجان تفتيش تقوم بزيارة السجون، والتأكد من نظامية أوضاع النزلاء فيها. كما يقوم محققون من هيئة الادعاء العام بالدور ذاته. وسجلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، بعد زيارات قام بها أعضاء خلال الفترة الماضية، وجود أخطاء في سجون عدة. وقالت الجمعية إنها ستبحث تلك الأخطاء مع إدارة السجون، لمعالجتها.