تشهد منافسات الجولة الثامنة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين هذا المساء، ثلاثة لقاءات من العيار الثقيل، فالهلال يستضيف الأهلي في صراع المراكز المتقدمة، والشباب يصطدم بطموح الطائي المدعم بعاملي الأرض والجمهور، فيما يسعى القادسية لاستغلال الظروف التي يعيشها بطل آسيا الاتحاد ومحاولة الخروج بفوز معنوي. الهلال - الأهلي يستضيف فريق الهلال نظيره فريق الأهلي مساء اليوم، على استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض، في مباراة من العيار الثقيل لما يضمه الفريقان من أسماء بارزة تحمل الصفة الدولية، وما يشعل فتيل هذه المباراة منذ الدقائق الأولى هو محاولة الهلال التمسك بالصدارة وتوسيع الفارق بينه وبين منافسيه، في ظل الصحوة الأهلاوية وارتفاع وتيرة الحماسة لدى لاعبيه بعد تغيير الجهاز الفني بإقالة البلجيكي إيليا وإيكال المهمة للوطني العنبر، وهذه المعطيات تؤكد أن استاد الأمير فيصل بن فهد سيشهد مباراة مليئة بالإثارة والندية ولن تخلو من الأهداف واللمحات الفنية. وبنظرة سريعة إلى خطوط الفريقين نجد أن مدرب الهلال باكيتا يعتمد على إرهاق الخصم في الشوط الأول، قبل الشروع في شن الهجمات في الشوط الثاني والاستعانة بكل أوراقه الرابحة ودائماً ما ينجح في أسلوبه للوصول إلى نتيجة المباراة، خصوصاً أن لديه نجوماً تستطيع فرض الإيقاع الذي يناسب الفريق، حيث يتألق رباعي الوسط في أدواره الدفاعية والهجومية بوجود صانع اللعب البرازيلي كماتشو وإلى جواره الشلهوب ونواف التمياط وعمر الغامدي، ومن امامهم جيلسون وياسر القحطاني، ومشاركة المخضرم سامي الجابر واردة في الشوط الثاني. وعلى الجهة الأخرى يدخل الأهلي المباراة بثلاث عشرة نقطة ويحتل المركز الثاني، ويحاول مدربه يوسف عنبر إعادة صياغة الخطوط وترتيب الأوراق مجدداً، لاستعادة جزء من الهوية الفنية للفريق التي افتقدها في الفترة الماضية مع البلجيكي إيليا، وما يجعل فرصة عنبر كبيرة في النجاح في مهمته هي الروح العالية للاعبين بعد إقالة إيليا لتأكيد أن العلة كانت متمثلة في تواضع قدرات المدرب، ويعتمد الأهلي على تحركات المغربي عبدالحق العريفي وحسين عبدالغني وحيوية الخطر البرازيلي روجيرو، إضافة إلى متانة محور الارتكاز بقيادة صاحب العبدالله وتيسير الجاسم. مصادر القوة بين الكفتين متساوية ويبقى استغلال الفرصة هو الفيصل في موقعة الليلة. الطائي - الشباب وفي المباراة الثانية يحل الشباب ضيفاً ثقيلاً على نظيره الطائي، ويسعى مدرب الشباب دانيال روميو إلى المحافظة على توازن فريقه وزيادة رصيده النقطي في انتظار تعثر المتصدر الهلال، والفريق الشبابي أكثر الفرق ثباتاً من حيث المستوى وخطوطه تلعب بأسلوب جماعي في ظل حيوية أفراده بوجود العراقي نشأت أكرم وعبده عطيف، مع انطلاق عبدالله الشهيل من اليمين وتحركات عبدالعزيز السعران في الخطوط الأمامية، إلا أن سلبية الكولومبي بريادو ربما تؤثر سلباً في الهجوم الشبابي الذي يغيب عنه نجمه فيصل السلطان. وفي المقابل يدخل فريق الطائي وهو يحتل المركز السادس بسبع نقاط ويلجأ دائماً مدربه عمار السويح إلى الأسلوب الدفاعي والاعتماد على الكرات المرتدة عندما يلعب أمام الفرق الكبيرة ويجيد أفراده هذا الأسلوب بكل اقتدار، ويحاول السويح الاستفادة من حيوية كواليبالي وبابا موسى، كما أن السويح يجيد قراءة أحداث اللقاء مبكراً مع اللعب وفق إمكانات وقدرات لاعبيه، ما جعل الطائي يصعب التغلب عليه، خصوصاً عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره. القادسية - الاتحاد أما المباراة الثالثة فتجمع القادسية والاتحاد على استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام، وهي لا تقل أهمية عن المباراتين السابقتين، فالاتحاد بدأ رحلة التوجه إلى المراكز المتقدمة فهو لم يلعب سوى مباراتين فقط، تعادل في الأولى وكسب الثانية ويأمل مدربه يوردانيسكو في مواصلة التقدم للأمام بخطى ثابتة وإن كانت المشاركات العديدة أرهقت لاعبيه إلا أن البديل الجاهز دائماً ما يحل مأزق المدرب الاتحادي، وتكمن قدرة العميد في كل خطوطه فهو فريق مكتمل وأشبه بالمنتخب وجميع لاعبيه من خيرة النجوم حتى من هم على دكة الاحتياط، وإن كان البرازيلي شيكو والسيراليوني محمد كالون ومحمد نور يمثلون ارتكاز الفريق ومصدر القلق الحقيقي للخصم، وينوع يوردانيسكو في الشق الهجومي، فتارة يعطي الحرية لظهيري الجنب أحمد الدوخي وعدنان فلاتة وتارة أخرى يعمد إلى الاختراق من العمق، وكل الأساليب الاتحادية تثمر خطورة بالغة لما يمتلكه أفراده من مهارات فردية عالية. وفي المقابل يدخل"بنو قادس"المباراة بعشر نقاط في المركز الرابع، بأداء متذبذب ولن تكون المهمة سهلة وهم يواجهون فريقاً كالاتحاد، وأعتقد أن كالينار لن يجاري ضيفه في الهجمات ولن يعطيه حرية التحرك في مساحات المستطيل الأخضر، فمن الخطأ أن تفتح الملعب أمام خصم يفوقك من حيث الإمكانات الفنية، فالفارق كبير بين الاتحاد ومضيفه القادسية، فالأسلوب الذي ينهجه كالينار في مثل هذه المباريات مراقبة مصادر القوة في الفريق المقابل، بإحكام المناطق الخلفية بوجود زكريا الهداف وجابر حقوي، والاعتماد على اللبناني محمد قصاص وحيداً في خط المقدمة، للاستفادة من الكرات الطويلة خلف المدافعين في حال ارتداد الهجمة، كل الترشيحات تعطي الاتحاد أحقية النقاط الثلاث، إلا أن الفريق القدساوي دائماً ما تكون له كلمة مغايرة في مثل هذه المباريات.