كان بمقدور الاتحاد تحمل الكأس الآسيوية لثلاث مرات !!.. فالاتحاد يخيط أسطورة عشق لجحافل من الجماهير الهادرة التي يحيا الاتحاد في محار قلوبها.. وكان بمقدور الكأس الآسيوية الثالثة أن تدنو من عاصفة حب للاتحاد، تكبو على صهوة التاريخ وتفترس تهاليل شمسه الرائعة. وهنا ليالٍ آسيوية لم ترحل جغرافياً وزمن وذاكرة توطين البطولة، وذاكرة كل نفس اتحادية، متجاوزة ظاهرة الإنجاز التي استحالت فألفتها العين بعدئذ!! لتستوطن خلايا الذهن. والاتحاديون... بزعامة يورادنيسكو استنسخوا بطولاتهم من وجوه رجال الاتحاد الذين أكدوا النصر المؤزر لبطولتين قاريتين تطلعت لآخر فرصة في دمائهم، فجاءت الثالثة مستنزفة بقايا الاتحاد التي لا يزال أريجها عطراً في ثناياه. والاتحاد ألف البطولات والأبطال على مدى زمنه الذي نسجه وحدة وأشرع لمحبيه بها نوافذ الأمل!! فكان إنسان الاتحاد يحركه البهاء بناديه وقلبه أصبح مسافراً مع المجد.. والمجد وثيقة شرف اتحادية لا تنتهي..!! أما محمد نور ورفاقه فقد هندسوا الليالي الآسيوية وصاغوا أحدثاً وتقمصوا شخصيات مع واقع ملحمة كروية وعزيمة كتبها الأبطال الاتحاديون: مبروك زايد، وعدنان فلاته، وأحمد الدوخي، أسامة المولد، وتشيكو، وحمد المنتشري، ومناف أبو شقير، وحمد المنتشري... ثم خميس العويران ومحمد أمين وحمزة إدريس.... كتبوها.. بسيف الوطن... ولا يزالون سيفاً يزداد طولاً كلما تنسموا رائحة أية بطولة. نعم... فالاتحاديون بحثوا في قارة آسيا عن أي شبيه لهم في زمن الاتحاد، لتأتيهم البطولة الكبرى لأكبر قارة على وجه الأرض بشخصياتها وشخصوها وشموخ الاتحاد... وهم رجاله وأمجاده. تجولوا في دارهم كما في الملعب الآسيوي ومع طموحهم الحضاري الذي لا ينتهي... حتى أصبحت تلك الليلة أو قل ذلك المساء الباكر كل بطولات الاتحاد.. عمراناً... وتاريخاً... وانتماء... والاتحاد أصل الفرق كلها في هذا الوطن، تسيدها بجذوره وأصالة عنوانه هذه الأرض، وشعاره سيادته وعمادته وعراقته... هذه التواشجية مع فرق الوطن العملاقة أعلن معها عن وجودها هي وعن وجدان حجيتها... وهو نسخ مستمر وباق بعون الله في شريان اسمه وصيته وإبهاره وجغرافيته..!! تاريخ حب أسرج لها نموره في الآسيوية الثالثة خيلاً... يظل الاتحاد فارسها وفاتح أندلس أعماقها وفردوس مجدها. نعم... هذه آسيوية الوطن أسرج لها الاتحاد التاريخ، تاركاً الشمس تشرف فخورة، وهي ترسم على راحتي وراحتي كل الأيادي لتقيم لرياضة الوطن في هذه الملحمة حباً... وعرساً..!! كما تجول أبطال الاتحاد أبطال الوطن... وكانت طموحاتهم التي حققوها شمساً ذهبية أدركت ان سرب النوارس سيفيق بالبطولة شديدة المراس على إيقاعات نغم الفجر الأنيق... وكأن لنهارات الاتحاد في جدة والوطن وآسيا والعالم ولائم عطر ورحيق ذهب. فلم يسمو الاتحاد فقط في هذه المناسبة القارية الكبرى بل يسمو الوطن بالاتحاد ومع الاتحاد، لذلك آثر شروقه وحده، لأن مملكات النحل كانت اتحادية خالصة تقسم الأقحوان للخلايا.. فمضى هذا الفريق بالبطولة الآسيوية الثالثة عسلاً ذهبياً قحاً إلى مبتغانا.. إذاً... هو إنجاز وطني منطلق إلى واقع بطولي اتحادي نضر وأشم وشمس على خريطتنا المحلي وخريطة آسيا. وهو عنفوان عالمي محفز على ميلاد حضور دولي يطرح قيماً... وشبقاً للنبوغ. وهو فرح لنا جميعاً... وتعلق بالاتحاد وبجمرة عافيته..!!