عراقيون

يتساقطون
منذ آلاف السنين
كالحشف من الأعذاق
فوق أرض فراديسٍ
بين نهرين
ملاّحو البحار الأولى من سومر
بعد أن رحل البحر عنهم
دفنوا الصواري وهياكل السفن
في مقابر سموها ملاحم
وعادوا يزرعون الترع
والأنهار والأهوار
بالقصب والأبناء
ينشدون ضريحاً
ويؤمون رحيلاً
من أجل الحرية
كانوا لسنوات طويلة يموتون
وبعد أن انتزعوها
ظلوا يموتون
عراقيون
لا يكترثون بالينابيع
يعومون ضد التيار
وفي الموت يفضلون المصبات
يمشون ولا يمشون
مثل القباب والنخيل والأضرحة
في طريقهم يؤاخون
عواصف الرمال
ويتقلدون رياح السموم
الطريق التي يسكلون
تصل،
ولا يصلون.