أعلن مسؤول محلي في محافظة الناصرية أمس أن حوالي 500 عائلة تسكن قرى الأهوار نزحت بسبب شح المياه التي تشكل عصب الحياة بالنسبة اليهم. وقال قائمقام قضاء الجبايش عبد الكاظم ملك إن"أكثر من 500 عائلة نزحت عن القرى الواقعة في هور الجبايش وأخرى في المناطق المحيطة، بسبب شح المياه". وتشغل الأهوار التي تمتد شرق وجنوب شرقي الناصرية 380 كيلومتراً جنوببغداد، كبرى مدن محافظة ذي قار، مساحات شاسعة. وتتوزع عشرات القرى على سطوحها المائية يمتهن سكانها الزراعة وصيد الاسماك وجمع القصب الذي يغطي مساحات واسعة من الأهوار. وأوضح المسؤول ذاته أن"انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات وعدم تدفق المياه في شكل تدريجي منذ مطلع العام الماضي، تسبب في انخفاض شديد في مياه هور الجبايش". وأشار الى أن"انخفاض معدل تساقط الامطار خلال العامين الماضيين كان عاملاً مهماً في انخفاض منسوب مياه الأهوار أيضاً". وناشد وزارة الموارد المائية"التدخل السريع لانقاذ الحياة في الاهوار". من جهته، قال المهندس اسامة وتوت مدير مركز انعاش الاهوار، إن"شح المياه في دجلة والفرات وانحسار الامطار يؤدي الى تعثر عودة الحياة الى الاهوار". وتقدر مساحة الاهوار في محافظة الناصرية بحوالي 600 ألف دونم، وفقاً للمسؤول. وبعد سقوط النظام السابق، عاد الالاف من سكان الاهوار الى حياتهم الطبيعية تدريجاً، مع بدء عودة المياه الى هذه المسطحات المائية. يذكر أن النظام السابق عمل على تجفيف الأهوار حيث كان يعيش أكثر من نصف مليون نسمة، بذريعة لجوء عدد كبير من الخارجين عن القانون والمعارضين الى هذه المناطق المحاذية لايران. وعادت الحياة تدب في الاهوار بعد عام 2003 وغمرت المياه مجدداً تلك المساحات لتعود معها نباتات القصب والاسماك والحيوانات والطيور. وقال رئيس منظمة شؤون الأهوار في البصرة عبد الإمام عبدالرضا ل"الحياة"إن"نهر الفرات يمر حالياً في مرحلة حرجة من خلال انخفاض منسوبه المائي في شكل خطير". وأضاف"أن هور الحمار الذي يغذي نهري دجلة والفرات في جنوبالعراق والذي يعتبر أهم خزان مائي في الجنوب وصل إلى حالة الجفاف تقريباً". وقال مدير دائرة الموارد المائية في البصرة علاء الدين طاهر ل"الحياة"إن استمرار بناء السدود على نهر الفرات الذي ينبع من الاراضي التركية قبل أن يدخل الى سورية ومنها الى العراق اضافة الى قلة المنسوب المطري قد يقود النهر الى الجفاف الكامل". وأضاف أن"محافظة البصرة تقع جنوبالعراق وما تصلها من مياه هذا النهر ضئيلة جداً، إضافة إلى نوعيتها الرديئة كونها تجمع أملاحاً من كل المناطق التي يمر بها النهر ليصل إلينا مالحاً". وتابع أن"العراق دخل في كثير من الحروب التي عطلت تطوير المشاريع المائية في البلاد في وقت كانت فيه الدول وتحديداً دول الجوار تطور من سياساتها المائية، فأثرت في الخريطة النهرية للعراق مثل السدود التركية التي أنشئت لإرواء الأراضي هناك بمياه الفرات". وقال المختص في شؤون الأهوار في جامعة البصرة الدكتور مصطفى المختار ل"الحياة"إن"نهر دجلة بدأ الآن يزود نهر الفرات عن طريق نهر العز في الأهوار الوسطى وهذا مؤشر واضح إلى ضعف الفرات في الفترة الحالية". ومعلوم أن الأهوار مسطحات مائية بأعماق مختلفة وتحتوي على ثروة حيوانية ونباتية هائلة تشكل بمجملها بيئة فريدة من نوعها. وأوضح المختار"أن الإجراءات التي قامت بها إيران تجاه المياه المشتركة بينها وبين العراق أدت إلى تعرض هور الحويزة إلى الجفاف". وزاد"أن مشكلة الملوحة في مياه الفرات هي من المشاكل التي يجب التوقف عندها، إذ تبلغ نسبة الملوحة الآن 2.5 في الألف، وهي نسبة ليست بالهينة وتحتاج إلى اجراءات عاجلة جداً". وتشير تقارير لكلية الزراعة في البصرة إلى أن السمك النهري بدأ ينحسر في البصرة نتيجة تزايد ملوحة المياه في المسطحات المائية في المدينة. نشر في العدد: 16775 ت.م: 09-03-2009 ص: 11 ط: الرياض عنوان: العراق : نزوح أكثر من 500 عائلة من الأهوار بسبب انخفاض منسوب المياه