في إطار زيارته لعدن، افتتح السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فايرستين، منارة مسجد عدن التاريخية التي أعيد تأهيلها وترميمها على نفقة صندوق السفير للحفاظ على التراث الثقافي، استشعاراً بقيمة هذا الصرح التاريخي. وقد بدأ العمل على المشروع عام 2011 بإشراف الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار في عدن. وقال فايرستين:"أنا سعيد جداً بافتتاح هذا المَعْلَم، ونحن فخورون باختتام المشروع ويشرفنا ذلك. هذا تاريخ وننقله عبر الأجيال، فالمنارة بنيت قبل700 عام، أي قبل أن تطأ قدم أول أوروبي أميركا الشمالية، فتاريخنا متواضع بالمقارنة مع تاريخكم. ودعم مشروع كهذا أمر مفيد، لأنه يخص البشرية عامة". وشكرت الأمينة العامة للجمعية وأستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة عدن، أسمهان العلس، السفير الأميركي على إدراج المنارة ضمن المشاريع التي ينفذها صندوق السفير للحفاظ على التراث الثقافي. وشكرت كل من ساهم في المشروع، وأكدت أنهم في الجمعية تخصصوا في توثيق معالم عدن وهو الهدف الرئيس لنشاطهم للحفاظ على إرث هذه المدينة العريقة ولإعلان عدن محمية تاريخية. يذكر أن هذا المشروع شمل توثيق الوثائق المتعلقة بالمنارة من الجوانب الإنشائية والمعمارية والمساحية، إضافة إلى الترميم وإعادة التأهيل للمَعْلَم باستخدام المواد الأصلية، مثل"الياجور والأحجار والبومس"، مع الاستعانة بالأيدي العاملة الماهرة من مدينتي صنعاء وزبيد. وأثناء الترميم أُزيلت المواد الإنشائية الدخيلة التي استخدمت في إحدى مراحل الترميم السابقة. وتلخصت المشكلات التي هددت المنارة في انتشار الشروخ والرطوبة والملوحة في معظم أجزائها. وعند البدء بالمشروع، اكتشف الفريق العامل ضعف أساسات المنارة وجدرانها، فعمل على تقويتها وتجديد جدرانها من الطابق الأول حتى أعلاها. وتختلف المصادر التاريخية حول منارة عدن، ويسود في هذا الشأن رأيان، الأول يقول إنها منارة باقية من مسجد قديم هدم في مرحلة تاريخية معينة، والرأي الآخر يعتبرها فناراً أو برجاً لمراقبة الشواطئ. والمرجح صحة الرأي الأول، فمنظرها العام الخارجي والداخلي يدل على أنها منارة باقية لمسجد تهدم، وتقع في منطقة كريتر قرب ملعب"الشهيد الحبيشي".