دشنت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار في عدن برنامجها الثالث لمشروع توثيق"منارة عدن"التاريخية وترميمها، في إطار البرنامج الخاص لترميم هذا المعلم وإزالة التدخلات الإنشائية المسيئة التي نفذت في منتصف القرن العشرين وأضّرت بالمنارة. فعلى قدم وساق تتواصل أعمال الصيانة لمبنى"منارة عدن"في إطار الأعمال الجارية لمشروع توثيقها وترميمها الذي تنفذه الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- عدن بتمويل من صندوق السفير الأميركي للحفاظ على التراث الثقافي اليمني. وصرّح زكي محمد عثمان المهندس الاستشاري المسؤول عن مكافحة الرطوبة والملوحة في محيط المنارة:"وصلت الجمعية في صيانة المنارة إلى مرحلتها قبل الأخيرة لمكافحة الرطوبة والملوحة في محيطها وإدخال معالجات فنية جديدة مفيدة للمعلم، واستغرق العمل في هذا الجانب ستة أشهر متواصلة. وقد بدأ قلع الأشجار والحشائش وإزالة الرصف الخاطئ لمحيط المنارة وتغيير التربة، وهي الأسباب الرئيسة التي جعلت الرطوبة مستوطنة في محيط المنارة وداخلها. وما زال علينا وضع اللمسات الأخيرة الإضافية والجمالية وفق برنامج الجمعية". وقالت الدكتورة أسمهان عقلان العلس الأمينة العامة للجمعية:"في إطار برنامج أعمال صيانة المنارة أظهرت نتائج أعمال الأيام الثلاثة الأولى من هذه المرحلة بعض الدلائل التي تتعارض مع عدد من الأطروحات التي كانت سائدة مسبقاً منها: إن الكرسي الصناعي المحيط بالمنارة ظهر إنه متصل بالقاعدة الأساسية للمنارة، وليس جزءاً منها، مما يؤكد أن بناءه حصل في الفترات الحديثة من منتصف القرن العشرين الماضي بهدف تدعيم القاعدة الأصلية الرئيسية للمنارة". وتوصل أخيراً فريق العمل المكلف أعمال الصيانة إلى أن الشروخ الكبيرة والصغيرة المنتشرة في جسم مبنى المنارة تعود إلى سبب رئيس هو ارتخاء القاعدة في الجزء الأيمن منها، وهو ما يجب التركيز عليه أولاً في معالجة هذا الارتخاء ومن ثم الشروخ الكبيرة والمتوسطة. وقد تم تجهيز مواد الترميم لذلك من المواد الأصلية لطبيعة المنارة والمكونة من"النورة والبومس والياجور"وستنفذها عمالة يمنية بأيادٍ ماهرة وخبيرة في ترميم المعالم التاريخية أُحضرت من مدينة"زبيد"التاريخية بإشراف المهندس الأثاري الاستشاري الإقليمي عبدالله الحضرمي. وتضيف العلس:"يتوقع الانتهاء خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة من هذا الجانب في الترميم، ليتفرغ فريق العمل لإنجاز الأعمال الإنشائية الأخرى في إطار معلم منارة عدن. والجدير ذكره أن الجانب الفني لمشروع ترميم المنارة قد بدأ العمل فيه منذ كانون الثاني يناير 2012 بإشراف الدكتور المهندس خالد عبدالحليم الرباطي أستاذ الهندسة الإنشائية المشارك استشاري السلامة في المنشآت والمباني". وتختلف المصادر التاريخية حول منارة عدن ويسود في هذا الشأن رأيان، الأول يقول إنها منارة باقية من مسجد قديم تهدم في مرحلة تاريخية معينة، والرأي الآخر يعتبرها فناراً أو برجاً لمراقبة الشواطئ. والمرجح صحة الرأي الأول، فمنظرها العام الخارجي والداخلي يدل على أنها منارة باقية لمسجد تهدم، وتقع في منطقة كريتر قرب ملعب"الشهيد الحبيشي".