تتعرض معالم وآثار في اليمن لأعمال تخريب وسطو في شكل يهدد باندثار التراث التعددي لهذا البلد. وأفادت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار في عدن بأن معبداً زرادشتياً في المدينة تعرض للهدم وحُوّل محيطه إلى مساحات لاستخدامات شخصية، كما تعرض «برج الصمت» و«هيكل النار»، وهما من الأماكن التاريخية الزرادشتية، لحوادث مماثلة. وتؤدي حالة الفوضى والانفلات الأمني التي يشهدها اليمن منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية مطلع السنة الماضية، إلى اتساع نطاق التعدّي على معالم وآثار قلما أبدت الحكومات المتعاقبة حرصاً على صونها وحمايتها. وحذّرت الأمينة العامة للجمعية الدكتورة اسمهان العلس في رسالة وجهتها إلى رئيس الحكومة ووزير الثقافة، من خطورة استمرار التعدي على الآثار والمعالم التاريخية في عدن، مطالبة الجهات المختصة بإنقاذ ما تبقى من آثار ومعالم على وجه السرعة. ويعود «معبد الفرس»، وهو المعبد الزرادشتي الوحيد في اليمن، إلى عام 1855. وظلت الطائفة الزرادشتية تستخدمه خلال فترة الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، ثم توقفت الشعائر فيه منذ ستينات القرن الماضي. وأكدت العلس أن عدداً من المواقع التاريخية والأثرية طاولها التخريب والسطو، بينها كنائس ومعابد تعود إلى حقبة التعدد الديني والإثني الذي عرفته عدن. والديانة الزرادشتية (نسبة إلى مؤسسها زرادشت) هي ديانة فارسية قديمة، نشأت قبل 3500 سنة تقريباً. وحتى منتصف القرن الماضي، شكلت الطائفة الزرادشتية إحدى الجماعات الإثنية في مجتمع مدينة عدن، وينتسب أفرادها إلى الهنود الفارسيين، الذين فروا من إيران إلى الهند بعد الفتح الإسلامي. وتمثل عدن إحدى المناطق القليلة التي استطاع أتباع هذه الديانة أن يمارسوا فيها طقوسهم الدينية علناً.