أدلى الناخبون في كوسوفو بأصواتهم أمس، في الدورة الثانية من انتخابات بلدية شهدت للمرة الأولى منذ الاستقلال المُعلن عام 2008، مشاركة صرب شمال الإقليم بتشجيع من بلغراد. ويشكّل حسن سير الاقتراع اختباراً لتطبيق اتفاق تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا الذي أبرمته صربيا وكوسوفو في نيسان أبريل الماضي، تحت إشراف الاتحاد الأوروبي. ودُعي حوالى 1.3 مليون ناخب لاختيار رؤساء البلديات، لا سيما في العاصمة بريشتينا وبريزرن جنوباً، ولكن أيضاً في القسم الشمالي ذات الغالبية الصربية حيث ثمة أربع بلديات يقطنها حوالى 40 ألف صربي ويشكّلون غالبية، وحيث لا تمارس بريشتينا عملياً أي نفوذ. وفي شمال ميتروفيتشا حيث أُلغيت الدورة الأولى الشهر الماضي بسبب عنف بين صرب وأُعيدت قبل أسبوعين تحت رقابة مشددة من الشرطة، يتنافس مرشحان من الصرب على منصب رئيس البلدية، أحدهما تدعمه بلغراد والآخر مستقل. وعزّزت شرطة كوسوفو وقوة الحلف الأطلسي وشرطة البعثة الأوروبية في كوسوفو، انتشارها شمال الإقليم لتأمين حسن سير الاقتراع. بلغراد التي تأمل بأن تفتح قريباً مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي، شجعت كثيراً صرب كوسوفو على المشاركة في الانتخابات التي ستنعكس عبر تشكيل"رابطة البلديات الصربية"التي ستجسد درجة الحكم الذاتي التي ينص عليها اتفاق بروكسيل بالنسبة إلى الصرب، وستحلّ مكان مؤسسات الدولة الصربية في شمال كوسوفو.