بدأ صرب شمال كوسوفسكا ميتروفيتشا في كوسوفو اليوم (الأحد) بتدمير جدار مبني على ضفتهم من نهر إيبار ويقسم المدينة، الأمر الذي تطالب به حكومة بريشتينا. وكان من المفترض أن يحمي الجدار من حركة السير منطقة للمشاة أنشئت حديثاً قرب الجسر المشيد فوق نهر إيبار، والذي يربط الشمال المؤلف من غالبية صربية بالجنوب الذي يقطنه الألبان بصورة حصرية تقريباً، بحسب العمدة الصربي لشمال ميتروفيتشا غوران راكيتش. وكانت بريشتينا ترى في وجود الجدار الذي يناهز طوله المئة متر وارتفاعه متران وشيّد في كانون الثاني (يناير) الماضي، أبعاداً سياسية تنطوي على رغبة في إدامة تقسيم كوسوفسكا ميتروفيتشا. وجاء تدميره الذي يعد المؤشر الأول إلى انفراج ملموس بعد توتر حاد استمر أسابيع بين بلغراد وبريشتينا، نتيجة محادثات بين الطرفين الأربعاء في بروكسيل تحت إشراف الأممالمتحدة. وقالت مندوبة الاتحاد الأوروبي في كوسوفا ناتاليا ابوستولوفا:«إنها إشارة بالغة الأهمية إلى أن الطرفين قادران على التوصل إلى اتفاق عندما تكون الإرادة السياسية موجودة». وفي 14 كانون الثاني (يناير)، لم تتغاض بريشتينا عن انطلاق قطار دعائي كتبت عليه عبارة «كوسوفو هي صربيا» ب 20 لغة، منها الألبانية، من بلغراد متوجهاً إلى كوسوفسكا ميتروفيتشا. ورأى فيه الرئيس الكوسوفي هاشم تاجي «استفزازاً متعمداً» يندرج في سياق «سيناريو قديم لانفصال قسم من كوسوفو»، هو القسم الذي يعيش فيه حوالى 100 ألف صربي من سكان البلد الذين يبلغ عددهم 1.8 مليون نسمة ويشكل الألبان 90 في المئة منهم. وأخيراً، أوقف رئيس الوزراء الصربي ألكساندار فوفيتش بناء الجدار قبل الحدود، وكان سكان كوسوفو أعربوا عن استيائهم لتوقيف رجل يعتبرونه بطلاً في 4 كانون الثاني في فرنسا، بناء على طلب صربيا التي تريد محاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب. ولا يستطيع المسؤول الكبير السابق في «جيش تحرير كوسوفو» راموش هاراديناي العودة إلى البلاد، لأنه مضطر إلى البقاء في فرنسا خلال فترة النظر في طلب الصرب الذي يمكن أن يستمر أشهراً. وفي العام 2011 بعد ثلاث سنوات على إعلان استقلال الإقليم اليوغوسلافي السابق الذي لا تعترف به بلغراد، بدأت صربيا وكوسوفو حواراً لتطبيع علاقاتهما أدت في العام 2013 إلى اتفاق تاريخي يتباطأ تطبيقه.