توجّه صرب ميتروفيتشا في كوسوفو إلى مراكز الاقتراع مجدداً أمس، بعد إلغاء الانتخابات البلدية التي نُظِّمت في الثالث من الشهر الجاري في مدينتهم، بسبب عنف مارسه صرب يعارضون المشاركة في الاقتراع الذي يُعتبر اختباراً لتطبيع العلاقات بين بريشتينا وبلغراد. وخلال الانتخابات المحلية التي نُظِّمت للمرة الأولى في سنتين في جيب تقطنه غالبية صربية في شمال كوسوفو ذي الغالبية الألبانية، أُلغي الاقتراع السابق في ثلاثة مراكز تصويت قبل اكثر من ساعة من إقفالها رسمياً، بعدما اقتحمها متطرفون ملثمون من الصرب حطّموا صناديق الاقتراع وألقوا قنابل غاز مسيّل للدموع، وتواروا قبل وصول أجهزة الأمن. وقرب مراكز التصويت، أقدم صرب قوميون يرفضون الاقتراع، على شتم الأفراد الذين كانوا متوجهين إليها. وأُعيد الاقتراع في مراكز التصويت الثلاثة في الجزء الشمالي من ميتروفيتشا، وسط انتشار كثيف للشرطة وشرطة الاتحاد الأوروبي وقوة الحلف الأطلسي في كوسوفو. وقال قائد صربي في شرطة كوسوفو:"لن نتساهل مع أي استفزاز أو ترهيب". وبرّرت مدرِّسة من ميتروفيتشا تصويتها أمس، ب"عار واشمئزاز"شعرت بهما في 3 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وسألت:"لم نحصل على دعم من واشنطن ولا من بروكسيل، ماذا سيحصل لنا إذا خسرنا دعم بلغراد"؟ وتصويت الصرب محوري لاتفاق توسط الاتحاد الأوروبي لإبرامه بين بلغراد وكوسوفو، هدفه دمج شمال الإقليم المتاخم لصربيا، في بقية كوسوفو، بعد أكثر من 5 سنوات على إعلان الإقليم استقلاله. وفي نيسان أبريل الماضي وافقت صربيا على الاعتراف بسلطة كوسوفو على شمال الإقليم رسمياً، في مقابل محادثات لدخولها الاتحاد الأوروبي تبدأ مطلع العام المقبل. وزار رئيس الوزراء الصربي إيفيتشا داسيتش ميتروفيتشا الجمعة الماضي، داعياً الصرب إلى التصويت، قائلاً:"صربيا لا تستطيع أن تساعدكم بدبابات وأسلحة، لا نستطيع أن نفوز إلا إذا اتخذنا قرارات حكيمة، والمستقبل مرهون بكم".