أعلنت روسيا التي استضافت أمس جولة محادثات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، أن"مواقف الطرفين معقدة ويصعب التوفيق بينها"، فيما اعتبرت هذه الدول أن اللقاءات كانت"حادة"، ووصف الايرانيون أجواءها بأنها"ليست إيجابية". وأفادت معلومات بأنهم اشترطوا لإنجاحها"تخفيفاً ملموساً للعقوبات"المفروضة عليهم، والاعتراف ب"حقهم في تخصيب اليورانيوم". وتأتي جولة موسكو قبل تطبيق الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر المقبل، حظراً على استيراد نفط من ايران، وقبل فرض الولاياتالمتحدة قيوداً على الدول التي تشتري نفطاً منها. وعقد الوفد الايراني الى موسكو برئاسة سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، ووفود الدول الست برئاسة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، جولتين من المحادثات في فندق في العاصمة الروسية. وقال مايكل مان الناطق باسم أشتون:"تبادل وجهات النظر بيننا، اتسم بالحدة والخشونة. أولويتنا أن تتفاوض ايران في مسألة التخصيب بنسبة 20 في المئة. وضعنا اقتراحاتنا في شكل واضح، وهي محددة، وخرج الايرانيون أيضاً ببعض الأفكار التي لا نرى فيها عناصر محددة، لكننا سنجيب عن الأسئلة الايرانية، ونأمل بانخراط الايرانيين جدياً في شأن الاقتراحات التي طرحناها خلال محادثات بغداد". وذكر أن جولة موسكو لن تتطرّق الى الحظر الأوروبي على استيراد نفط من ايران، قائلاً:"الحظر سيُطبّق مطلع تموز يوليو"المقبل. وسبق تصريح مان، إعلان مسؤول في الوفد الايراني أن"الأجواء ليست إيجابية"، مضيفاً في انطباع"أوّلي":"وضع نهج للمحادثات هو المشكلة الرئيسة". أما سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، فأشار الى أن"العقبة الرئيسة تكمن في أن مواقف الطرفين معقدة ويصعب التوفيق بينها". وأعلن أن المحادثات ستتواصل اليوم و"الأمر الأساسي أن تبدي الأطراف رغبة سياسية، والمحادثات تجري في مناخ مريح". ونقلت وكالة"أسوشييتد برس"عن ديبلوماسيين إن الدول الست أعربت عن أملها بأن يردّ جليلي في شكل مباشر على اقتراحاتها، لكنه طرح شروط بلاده لمفاوضات ذات مغزى، وبينها"تخفيف ملموس للعقوبات". وكان جليلي اعتبر قبل بدء المحادثات أنها"تشكّل اختباراً جدياً لحسن نيات الغرب، ومعرفة هل يعارض تقدّم ايران". ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية إرنا عن"مصدر مطلع في الفريق الايراني المفاوض"ان"محادثات موسكو ستفشل حتماً، إن لم تعترف الدول الكبرى بحق ايران في تخصيب اليورانيوم". وأشار الى أن طهران"ستعتمد مواقف قوية في جولة موسكو، وتلتزم مبادئ محددة لن تتراجع عنها قيد أنملة". ونسبت"أسوشييتد برس"الى عضو في الوفد الايراني إن"الحدّ الأدنى"لمطالب بلاده، يتمثل في اعتراف الدول الست ب"حقها في التخصيب"، واذا لم تقبل"ستنهار المحادثات نهائياً". وأشار الى ان طهران قد تقبل في المقابل، تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة، ولكن في"شكل طوعي موقت، وبوصفه إجراءً لبناء الثقة، يجب أن يقابله التزام من الغربيين بالاعتراف بحقنا في التخصيب". واتهمت مصادر ايرانية، مايكل مان بأنه"ضابط استخبارات يعمل لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي، ومتخصص في الحرب النفسية". واعتبرت أنه"يتحكم بالمعلومات التي يريد نشرها حول المحادثات، بما ينسجم مع رغبات واشنطن".