واشنطن، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – بعد سجال متوتر دام أياماً، أعلنت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي امس، توصلها لاتفاق على فحوى محادثات الطرفين في موسكو الأسبوع المقبل. في غضون ذلك، أعلن الأميرال عباس زميني، مساعد قائد البحرية الايرانية للشؤون التقنية، «بدء المراحل الاولى لتصميم وصنع غواصات نووية خفيفة وثقيلة». وأضاف: «لجميع الدول الحق في استخدام التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية، وبالتالي لتسيير سفنها». وشدد على «حاجة» البحرية الايرانية الى هذه التكنولوجيا، لتمكين قطعها البحرية من «تنفيذ عمليات على مسافات كبيرة». وتحدثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي هاتفياً طيلة ساعة الاثنين، بعد اجتماع في ستراسبورغ شرق فرنسا، للمديرين السياسيين للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا)، استعداداً لمحادثات موسكو. وورد في بيان للمجلس ان اشتون ابلغت جليلي «استعداد القوى العظمى لمناقشة اقتراح النقاط الخمس الذي قدمته ايران في بغداد، حول المسائل النووية وغير النووية». وأضاف ان اشتون شددت على «ضرورة تتويج اجتماع موسكو بنجاح»، وأعربت عن املها بأن «يؤدي الى نقاط مشتركة على قاعدة الاقتراح الايراني المؤلف من خمس نقاط، واقتراح الدول الست» لوقف طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. ونقلت وسائل إعلام ايرانية عن جليلي ان «عدم استعداد الطرف الآخر، خلال الايام العشرين الماضية، لحوار بين الخبراء والمساعدين، عرقل مسيرة المحادثات البناءة والمتقدمة»، مؤكداً «ضرورة احترام الاتفاقات التي تم التوصل اليها في اسطنبول وبغداد». وأضاف: «سنشرح في شكل واضح في موسكو، المحاور الخمسة التي اقترحتها ايران، والرد المناسب عليها من شأنه إحداث تقدم في المحادثات». أما مكتب اشتون فأفاد بأن الأخيرة وجليلي اتفقا خلال مكالمتهما، «على ضرورة ان تلتزم ايران بمناقشة اقتراحات الدول الست التي تعبر عن قلقها إزاء الطابع المحض سلمي للبرنامج النووي الايراني». وأضاف ان اشتون أبدت «استعداد الدول الست للردّ على الاسئلة التي طرحها الايرانيون في بغداد». أتى ذلك بعدما اتهم علي باقري، نائب جليلي، الدول الست ب «المماطلة» في عقد مشاورات تحضيرية، لإعداد جدول اعمال لمحادثات موسكو. لكن هيلغا شميد، مساعدة أشتون، اعتبرت أن لا داعي للمشاورات التحضيرية، وحضت طهران على الموافقة على اقتراح الدول الست خلال محادثات بغداد، وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة. واتهم مايكل مان، وهو ناطق باسم اشتون، طهران ب «التركيز على النواحي الإجرائية». لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست اعتبر أن «نجاح جولة موسكو مرهون بمواقف الدول الست وتوجهاتها، ومدى تعاون ممثليها مع إيران»، لافتاً الى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور طهران اليوم، سيناقش جولة موسكو مع مسؤولين إيرانيين بارزين. «إعفاءات» أميركا في غضون ذلك، أعفت الولاياتالمتحدة 7 دول، بينها الهند وتستثني الصين وسنغافورة، من عقوبات اقتصادية، بعد خفضها في شكل كبير استيراد نفط من ايران. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الهند وماليزيا وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية وسريلانكا وتركيا وتايوان أضيفت الى لائحة الدول المعفاة من العقوبات، خلال 180 يوماً، والتي تشمل اليابان وبلجيكا وبريطانيا وتشيخيا وفرنسا وألمانيا واليونان وايطاليا وهولندا وبولندا واسبانيا. وستفرض الولاياتالمتحدة، في 28 الشهر الجاري، عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع المصرف المركزي الايراني الذي يشرف على صادرات النفط، وذلك من خلال منعها من إجراء تعاملات على اراضيها.