تفاقمت أزمة تكدّس الحاويات في"ميناء الرياض الجافّ"منذ شهر، ما كبّد التجار والمستثمرين والمخلّصين الجمركيين خسائر كبيرة تجاوزت 500 مليون ريال سعودي 134 مليون دولار، وسط تحذيرات من امتداد الأزمة إلى ميناء الدمام، في ظل ارتفاع كبير في أسعار النقل. وحمّل مستثمرون في قطاع التخليص الجمركي المقاول الجديد، الذي تعاقد على إدارة الميناء، مسؤولية ما تكبدوه من خسائر، واتهموه بعدم القدرة على إدارة الميناء بعد انسحاب المقاول القديم بمعداته وعماله. وعزا مدير العمليات في شركة"خالد الظافر وإخوانه للتخليص الجمركي"، ياسر المهدي، سبب الأزمة إلى"عدم قدرة المقاول الجديد للميناء على إدارته في شكل احترافي"، مشيراً إلى"الحياة"إلى أن الأزمة مضى عليها أكثر من شهر، وتوقع أن تطول في شكل كبير، ما سيسبب مضاعفة حجم الخسائر وتلف كثير من البضائع. وأضاف أن كثيرين من المخلّصين الجمركيين والتجار المستوردين راجعوا مدير الجمارك والمسؤولين عن السكك الحديد في الميناء الجاف، وهو عبارة عن محطة ضخمة للبضائع المنقولة براً من ميناء الدمام، ولم يجدوا حلاً، خصوصاً أن عدم قدرة الشركة الجديدة على تشغيل الميناء عقب انسحاب الشركة القديمة في شكل سريع تسبب في تلك الأزمة. وأشار المهدي إلى أن هناك بضائع بدأت تتلف وسيتكبد أصحابها خسائر كبيرة نتيجة ذلك، متوقعاً امتداد الأزمة أسابيع، في ظل الوضع الحالي، وموضحاً أن من نتائج هذه الأزمة حدوث أزمة أخرى في النقل من"ميناء الملك عبدالعزيز"في الدمام، إذ سترتفع أسعار النقليات في شكل كبير، ويزداد الطلب عليها، وستحوّل تلك التكاليف إلى المستهلك. وطالب بتدخل الجهات المختصة لحل هذه الأزمة. واعتبر مدير في"مكتب الهرم للتخليص الجمركي"، مهنا إبراهيم أبو هاني، فشل المقاول الجديد بإدارة الميناء الجاف وانسحاب المقاول القديم من دون أن يسلّم الميناء في شكل تدريجي، سبب هذه الأزمة التي كان من نتائجها خسائر كبيرة بسبب تلف كثير من البضائع، خصوصاً المواد الغذائية والطبية، قد تتجاوز نصف بليون ريال. وأكد ل"الحياة"أن جميع من لهم علاقة بالميناء الجافّ، سواء كانوا مخلّصين جمركيين أم رجال أعمال أم مستوردين أم غيرهم، سيتكبدون خسائر تمتد لأكثر من شهر ونصف الشهر. وتوقع أن تنتقل الأزمة إلى ميناء الدمام. أما المدير العام لمجموعة"محمد شافي الظافر للتخليص الجمركي"، محمد الظافر، فاستغرب استبعاد الشركة السابقة في شكل فوري، من دون اللجوء إلى جعل الشركة السابقة تسلم الميناء على دفعات تلافياً لحدوث التكدّس. وأوضح أن عدداً من أصحاب مكاتب التخليص الجمركي، ذهبوا إلى إمارة منطقة الرياض لتقديم الشكوى، وأوضحت الإمارة أن مدير"ميناء الرياض الجاف"، وعدداً من المسؤولين، استدعوا لمعرفة أسباب التكدس. وحذّر من أن"الخسائر ستزيد ما لم يوضع حل لهذه الأزمة، كما أن الوضع سيصبح أكثر صعوبة، إذ إن عدد الحاويات في الميناء تجاوز سبعة آلاف حاوية، معرباً عن أمله في انتهاء الأزمة سريعاً.