كشف مستثمرون في قطاع التخليص الجمركي، أن أزمة الميناء الجاف في الرياض تسببت في توقف عمل 40 في المئة من شركات ومكاتب التخليص الجمركي، بعد أن انخفضت أعمالهم من 80 المئة 20 في المئة يومياً وتكبدوا خسائر كبيرة جراء ذلك. وأوضح هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة»، أن هناك معلومات تشير إلى أن هناك أكثر من 6 آلاف حاوية مكدسة في الميناء الجاف في الرياض، على رغم عدم شحن حاويات جديدة من الدمام. وقال صاحب ومدير شركة هوري للتخليص الجمركي مبارك العيسى، إن الأزمة ما زالت قائمة على رغم محاولة الشركة الجديدة، التي تدير الميناء إنهاء بعض العمليات، غير أن ذلك محدود، مشيراً إلى أن الأزمة تسببت في خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية لمختلف التجار ولجميع من لهم ارتباط بهذا الميناء، ومن المتوقع أن تتجاوز بليون ريال، إضافة إلى ما نتج من ذلك من إرباك للعملاء ورجال الأعمال وتذمر كبير منهم. وأضاف أن هناك تفهماً من بعض العملاء لما حدث، وهناك من تذمر على رغم مخاطبتهم وتوضيح الوضع القائم، مؤكداً أن الأزمة في طور الحل، إذ تشهد تخليص بعض العمليات، خصوصاً عقب المعلومات التي تشير إلى الاستعانة بشركات عالمية لإنهاء تكدس الحاويات في الميناء والإسراع بحل الأزمة. ولفت العيسى إلى أن الأزمة تسببت في توقف نحو 40 في المئة من مكاتب وشركات التخليص الجمركي، عقب أن انخفضت طاقة العمل فيها من 80 إلى 20 في المئة، وزيادة مدة تخليص إجراءات المعاملات من ثلاثة أيام إلى أكثر من 25 يوماً. وتوقع أن تحل هذه الأزمة خلال الأشهر المقبلة، على رغم أن الفترة الماضية شهدت تضرر عدد كبير من شركات النقل والمصانع، ما تسبب في حدوث مشكلات وخسائر كبيرة، كما أن الأزمة ما كانت تحدث لولا انسحاب المقاول القديم من العمل من دون أن يتعاون مع المقاول الجديد. من جهته، أكد المتخصص في التخليص الجمركي محمد السيد، أن الوضع في الميناء الجاف ما زال يعاني أزمة كبيرة، على رغم بدء تخليص بعض العمليات، لافتاً إلى وجود تعميم صادر من مصلحة الجمارك تؤكد فيه ضرورة تخليص الشاحنات من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام من دون تكاليف، إلا أنه نتج من ذلك تكاليف أخرى سيتحملها العميل جراء شحن البضائع عن طريق البر إلى الرياض بواسطة الشاحنات. ولفت إلى أن المصادر تؤكد أن هناك أكثر من ستة آلاف حاوية في الميناء الجاف في الرياض بحاجة إلى تخليص، وتسبب تأخير التسليم في خسائر كبيرة جراء ذلك، خصوصاً أن هناك ارتباطاً كثيراً من التجار بعقود معينة بملايين الريالات. وأكد السيد أن كثيراً من شركات ومكاتب التخليص الجمركي كانت في السابق تقوم بتخليص من 30 إلى 40 معاملة في اليوم، أما الآن فلا تتجاوز معاملتين، ما يؤكد أننا بحاجة إلى ستة أشهر، حتى يتم إنهاء جميع ما هو في الميناء من حاويات وبضائع. من جهته، أكد رجل الأعمال محمد القحطاني، أحد المتضررين من أزمة ميناء الرياض الجاف، أن ما حدث تسبب في خسائر كبيرة نتيجة لتوقف كثير من المصالح والتعاقدات، معرباً عن أمله بأن تسرع الجهات المختصة بحل هذه الأزمة التي قد تمتد أشهراً عدة، على رغم بدء تخليص بعض العمليات، غير أن الكم الهائل من الحاويات سيتطلب مدة طويلة لتخليص إجراءاتها. ولفت إلى أن بعض البضائع سيتم تخليصها من خلال ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، على رغم ارتفاع أجور الشحن بالبر بواسطة الشاحنات، إذ تضاعف الأجور، وطالب الجهات المختصة ومنها مصلحة الجمارك بإعادة النظر في نظام العقود مع الشركات التي تتعاقد معها حتى تتلافى حدوث أزمات أخرى، وتأخذ في الاعتبار ظروف التسلم والتسليم بين المشغلين.