يستعيد معرض ينظمه المركز الثقافي البغدادي الذي يتخذ من مبنى تاريخي يعود إلى عام 1870 مقراً له، حقبة تمتد أكثر من 400 سنة عاشتها بغداد ونصب فيها أكثر من 132 والياً عثمانياً عليها. ويضم المعرض الاستعادي هذا صوراً نادرة لعدد كبير من الولاة الذين نصبوا بأوامر من الدولة العثمانية وحكموا بغداد. والمبنى كان مدرسة عسكرية تدعى الرشدية مخصصة لتدريب الجنود العثمانين على فنون القتال والدروس العسكرية في عام 1870. ويضم المبنى طبقتين، الأولى فيها مكتبة قيمة فخمة تحوي أندر الكتب التاريخية عن بغداد، وفيها مخطوطات ومؤلفات تعود إلى أزمنة غابرة وفترات وحقب تاريخية مرت بها بغداد، ويصل عدد الكتب فيها إلى خمسة آلاف عنوان. ويقول الإعلامي عدنان حسن إن"إقامة هذا المعرض مهمة لأنه يسلط الضوء على حقبة تاريخية عاشتها بغداد في ظل الولاة العثمانيين الذين يتذكرهم العراقيون القدماء حتى الآن". في الطبقة الثانية للمبنى، تتوزع قاعات عدة تحتضن أسبوعياً ندوات ومحاضرات حول التاريخ والفن والأدب. فهناك قاعة أطلق عليها قاعة"علي الوردي"وقاعة الشاعر"بدر شاكر السياب"وقاعة الشاعرة"نازك الملائكة"وقاعة باسم العلامة"مصطفى جواد". كما افتتحت قاعة باسم التشكيلي العراقي الراحل محمد غني حكمت. ويضيف حسن:"يمارس المركز نشاطه على مدى أيام الأسبوع وتبلغ ذروته اليوم، وهذا ما منحه خصوصية لافتة لأن شارع المتنبي يكتظ بأعداد كبيرة من المثقفين والأدباء والكتاب في هذا اليوم أسبوعياً". وتوزعت صور الولاة العثمانيين على جدران غلفت بزخارف من الخشب الصاج، وغلفت حوافها بالمرمر. ومن بين اللوحات، صورة الوالي العثماني رشيد باشا الذي عين والياً على بغداد في 30 آب أغسطس 1854 والوالي محمد نجيب باشا 1842 - 1849 وتقي الدين باشا الذي عين والياً لبغداد في 28 نيسان أبريل 1868. وفي المعرض أيضاً صور تجسد عشرات النماذج من الأختام التي تعود إلى هؤلاء الولاة كانوا يختمون بها الأوامر والقرارات التي يصدرونها، وأخرى تظهر جنوداً عثمانيين كانوا يتدربون عسكرياً في المبنى عام 1870. وثمة صور لنماذج سيوف السلطان العثماني سليمان القانوني. وتعرض كذلك، صور لمراكز دينية قديمة لبغداد وجوامع مثل جامع الأصفية وجامع الوزير حسن باشا، وصور للروضة الكاظمية وجامع الحيدر خانة في شارع الرشيد وكلها ضمن الفترة العثمانية. ويقول مدير المركز محمد عبدالجبار إن"المركز قدم، خلال الفترة الماضية ومنذ افتتاحه في السابع من شباط فبراير 2011، معارض أخرى تهدف إلى التعريف بالمكونات العراقية والطوائف والأديان". ويلفت إلى أن"المركز يستعد لإقامة معرض خاص بتركمان العراق". ومن بين الولاة العثمانيين الذين تصدرت صورهم قاعة العرض، الوالي داود باشا الذي دخل بغداد عام 1780 وعرف بالكرج أي المكشوف الرأس، ونال لقب خازن دار وتقلد مناصب في ولاية البوسنة وبقي فيها 3 سنوات وعرف بقساوته. ومرت بغداد تحت السيطرة العثمانية في فترتين، الأولى من عام 1534 إلى عام 1622 وكان أول والٍ فيها هو سليمان بك من 1534 إلى 1536 وانتهت بالوالي بكر صوباشي الذي عين من 1621 إلى 1622. أما الفترة الثانية للحقبة العثمانية في تاريخ بغداد، فكانت من عام 1638 إلى عام 1917 سنة دخول الإنكليز، وأول والٍ لهذه الفترة كان كوجك حسن باشا من 1638 إلى 1639 وانتهت عند الوالي خليل بك من 1916 إلى 1917. ومن الصور البغدادية القديمة من تاريخ العهد العثماني، صور لجامع القلعة في جانب الرصافة ويبدو أن هذا المبنى قد اندثر ومستشفى غرباء الكرخ.