من كل وادٍ عصا: - قبل شهرين بلغ بي الغيظ من حملة صحف لندن على الأكياس البلاستيكية أن أرسلت الى «الديلي ميل» رسالة أوضحت فيها أنني أتلقى الصحف الرئيسية كلها، بحكم العمل، وأنها جميعاً تستعمل مادة البلاستيك في لف الأعداد أو ملاحقها، وحددت بدقة مدى ما تستعمل كل صحيفة، ثم اختتمت الرسالة بالقول أنني أجد الصحافة البريطانية في صدقية جزء روبرت ميردوخ منها. وتلقيت بعد أسبوع رسالة لطيفة تشرح أسباب استعمال البلاستيك، ولم أجدها مقنعة. قبل أيام عاد جون همفريز، وهو إعلامي جيد معتدل، الى الموضوع في مقال شغل صفحة كاملة في «الديلي ميل» عنوانه: ما هو الشيء المشترك بين السياسيين الكذابين وأكياس البلاستيك؟ هم يؤذون بريطانيا ويجننونني. المقال خلا من أي إشارة الى استعمال الجريدة الشاكية البلاستيك في لف أعدادها. - ثمة خبر يومي، مثل الطبق اليومي، عن قطر في صحف لندن، من السياسة الى المال وحتى الرياضة. وقرأت أن صندوق الاستثمار القطري اشترى حصة بمبلغ 775 مليون دولار في شركة تنقيب يونانية، وأن قطر اتفقت مع الشركة التي بنت القرية الأولمبية لألعاب 2012 في لندن على شراء القرية بعد الألعاب واستغلالها للسكن الخاص. والصفقة هذه بقيمة 275 مليون جنيه. كذلك لندن والدوحة هما المتنافسان الوحيدان على استضافة بطولة العالم في ألعاب القوى سنة 2017. طبعاً نشاط قطر لا يسرّ إسرائيل، وكنت كتبت أخيراً عن قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية شن حملة حول العالم ضد قطر بتهمة معاداة إسرائيل، وهي ليست تهمة وإنما وسام. وقبل أيام حمل موقع إلكتروني ليكودي على قطر بتهمة أن عدداً من العاملين في تلفزيون «الجزيرة» ينتمون الى حماس. هذا وسام آخر، وحماس حركة تحرر وطني في وجه الإرهاب الإسرائيلي. - تهمة ثراء العرب، حتى لو كانت موجهة الى دولة منتجة للنفط، كذبة كبيرة، فالمال العربي لا يقاس شيئاً بأموال الغرب والشرق، إلا أنه الحسد أو ضيق العين. وفي الأخبار أن شركة أميركية اشترت حقوق بث مباراة كرة القدم الأميركية الوحيدة كل يوم اثنين خلال موسم اللعب بمبلغ 1.9 بليون دولار، وهذا مقابل 17 مباراة فقط. وكنت قرأت بعد استقالة ستيف جوبس من رئاسة شركة أبل أن النقد لدى الشركة يزيد على ما تملك وزارة الخزانة الأميركية، ثم يُتَّهم العرب بالثراء. - عطفاً على ما سبق أسأل ما هو دليل ثراء الإنسان؟ وأجيب: كرشه. ففي الأخبار أن نصف الأميركيين سيعاني من السمنة مع حلول سنة 2023، وفيها أيضاً أن واحداً من كل ستة أميركيين يعاني من الفقر. وقبل أن يشفق القارئ على فقراء الأميركيين ويفرغ ما في جيبه لإطعامهم أقول أن «حدّ الفقر» الأميركي هو أن تكسب أسرة أميركية أقل من 22314 دولاراً في السنة، وهو رقم يعني أن فقراء أميركا، وهم في آخر إحصاء 46.2 مليون نسمة، أثرياء بالمقارنة مع ثلاثة أرباع العالم. - إنكلترا أيضاً تخشى السمنة، وقد قرأت دراسة تقول إن 26 مليون مواطن سيصبحون سمناء مع حلول سنة 2030. إلا أنني لم أقرأ عدد فقراء بريطانيا، ولا أعرف «حد الفقر» عندهم، فلا أقول سوى أن السمنة تعني توافر المال، وإذا زدنا عليها أن مليون بريطاني ينتهون في المستشفيات كل سنة لإدمانهم الخمر، فان أي مزاعم عن الفقر تصبح عاصية على التصديق. مشكلتهم التخمة ومشكلة العالم الثالث، كما في الصومال، الجوع. وأختتم بالإشارة إلى رسائل إلكترونية عن فوزي بجوائز بملايين الدولارات ووقوع الحسان في غرامي، فقد كانت عندي مجموعة ظريفة منها أتجاوزها لأقول إنني تلقيت رسالة إلكترونية مزورة باسم السيدة سهى عرفات مع صورتها، ولا أدري هل المرسل نصّاب عادي أو نصاب إسرائيلي، إلا أنني أعرف أن أختنا سهى بريئة منها ونتمنى لها ولابنتها زهوة كل خير. [email protected]