ارتفع معدل الفقراء في الولاياتالمتحدة ليصل إلى واحد من بين كل 15 أميركيا. وتقول دراسة إن ما يزيد على 20 مليونا باتوا من الفئة الأكثر فقراً. يأتي ذلك بينما تتواصل احتجاجات حركة "احتلوا وول ستريت" التي ترفض "جشع" الرأسمالية الأميركية ممثلة في أغنياء حي المال الشهير. وجاء في دراسة نشرت الخميس نقلتها الجزيرة عن رويترز أن مشكلة الفقر أصبحت أكثر حدة في أحياء أميركية كثيرة في الغرب الأوسط والجنوب الأميركييْن خلال السنوات العشر الماضية، مما يهدد المدارس والسلامة والصحة العامة، ويرفع التكاليف التي تتحملها الحكومات المحلية. وخلصت الدراسة التي أجراها معهد بروكينغز -وهو معهد أبحاث مستقل- إلى أن عدد السكان الذين يعيشون في أحياء تعاني من فقر مدقع زاد بنسبة الثلث خلال السنوات العشر الأخيرة. وقالت الدراسة إن ما يزيد على 20 مليونا -أي ما نسبته نحو 7% من الشعب الأميركي- باتوا من الفئة الأكثر فقراً، وأن هذه النسبة هي الأعلى منذ 35 عاماً. ويعيش نحو 40% من السكان الذين يقطنون مناطق شديدة الفقر تحت خط الفقر، وفقا لمعايير الحكومة الاتحادية، أي بدخل سنوي يصل إلى 22314 دولارا لأسرة مكونة من أربعة أفراد. وقالت الدراسة إنه بشكل عام يتقدم الغرب الأوسط عن "باقي المناطق فيما يتعلق بتزايد الجيوب التي تعاني من فقر مدقع". وقال المعهد "بدلا من الانتشار بشكل متوازن، يميل الفقراء إلى التجمع والتركز في أحياء بعينها أو بعض الأحياء في مجتمع ما، وتواجه الأحياء الشديدة الفقر مجموعة من التحديات تنبع من ضرر مركز، بدءا من ارتفاع معدلات الجريمة إلى تدني مستويات الرعاية الصحية وفرص التعليم والعمل". وخلصت الدراسة أيضا إلى أن مدنا في الجنوب -منها بيتون وروج ولويزيانا- شهدت أعلى زيادة في معدلات الفقر المركز منذ عام 2000. واعتمدت الدراسة التي استمرت من عام 2005 وحتى عام 2009 على الإحصاء السكاني الأميركي لعام 2000. وقال معهد بروكينغز إن مكالين بولاية تكساس بها أعلى تجمعات للفقر المدقع في الولاياتالمتحدة، تعقبها ألباسو في تكساس أيضا، ثم ممفيس بولاية تنيسي. وجاءت هذه الدراسة بينما تتواصل مشاهد احتجاجات حركة "احتلوا وول ستريت" التي تتألف من جماعات وهيئات تتبنى برامج ومطالب شديدة التباين, كما تضم ناشطين وأفراداً يتبنون آراء مختلفة بشأن توصيف أزمة أميركا, ويسعون إلى تحقيق أهداف مختلفة. كما تصاعدت التوترات في الشوارع الأميركية، إذ تسبب المتظاهرون الخميس في وقف العمليات في ميناء أوكلاند بكاليفورنيا وعرقلة الحركة المرورية في مظاهرات، احتجاجا على عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية ووحشية الشرطة. وأصبحت أوكلاند محورا للاحتجاجات الوطنية المناهضة لوول ستريت، بعد إصابة فرد سابق في قوات مشاة البحرية بجروح بالغة خلال مسيرة وتجمع حاشد في الأسبوع الماضي. ويشكو المحتجون المناهضون لوول ستريت من أن النظام المالي لا يعود بالقدر الأكبر من النفع سوى على الشركات والأثرياء. ويسعى المتظاهرون لتعطيل التجارة مع التركيز بصفة خاصة على البنوك ورموز أخرى للشركات الأميركية الكبرى. وعلى الرغم من تعاطف زعماء النقابات المحلية مع المحتجين، فإنهم قالوا إن عقودهم تمنعهم من إعلان إضراب رسمي. وفي مدينة نيويورك، قال رئيس البلدية مايكل بلومبرغ للمحتجين في وول ستريت إنه سيتخذ إجراء إذا اقتضت الحاجة، مضيفا أن الاعتصامات والمظاهرات "تضر بالفعل بالمشاريع الصغيرة والأسر". 5