وصل رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الى قطر امس لبحث جهود السلام في افغانستان، بعدما بدأ مسؤولون أميركيون وآخرون من حركة"طالبان"اتصالات تمهيدية في هذه الدولة الخليجية. ونقلت مصادر مقربة من جيلاني تأكيده قبل مغادرته باكستان دعم حكومته المبادرات التي تنفذها افغانستان لإرساء الاستقرار في اراضيها. وتصر باكستان التي حاولت الاسبوع الماضي تنفيذ مبادرة ازاء افغانستان بعد توتر العلاقات بسبب العنف في كلا البلدين، على ان اي عملية لإنهاء الحرب الأفغانية المستمرة منذ 10 سنوات يجب ان تقودها افغانستان. واعلنت إسلام آباد رسمياً ان زيارة جيلاني التي تستمر ثلاثة ايام الى قطر ستشكل مناسبة لتعزيز العلاقات بين البلدين، خصوصاً على الصعيد التجاري. واشارت مصادر الى ان باكستانوافغانستان شعرتا بأنهما استبعدتا في الاتصالات بين واشنطن و"طالبان"والتي تركزت حتى الآن حول امكان تبادل الاسرى، فيما اعلنت الحركة الشهر الماضي انها تريد فتح مكتب اتصال في قطر قبل بدء محادثات مع الولاياتالمتحدة. وصرح مسؤول باكستاني بارز رفض كشف اسمه:"ثمة افكار واقتراحات حول المصالحة في افغانستان، وهي ستناقش بالتاكيد لدى لقاء جيلاني مسؤولين في قطر". وأضاف:"ابلغتنا الولاياتالمتحدة حتى الآن بكل التطورات التي تهدف الى دفع عملية السلام في افغانستان قدماً، وقلنا لها بوضوح التزامنا سياسة عدم التدخل". وتنظر العواصم الغربية بشكوك كبيرة الى دور باكستان في افغانستان، خصوصا بسبب علاقات إسلام آباد القديمة مع"طالبان"و"شبكة حقاني"وجماعات اسلامية مسلحة اخرى يتمركز قادتها في باكستان. لكن اي سلام في افغانستان لا يمكن ان يعتبر دائماً من دون دعم باكستان ومشاركتها. وكانت وزيرة الخارجية الباكستانية هنا خار رباني، اعلنت الاسبوع الماضي استعداد بلادها لتنفيذ ما يطلبه الأفغان لإنهاء الحرب، لكنها شددت على ان العلمية يجب ألاّ تجري بقيادة اميركية او اجنبية، وضرورة مشاركة الاطراف الافغان كلهم، بمن فيهم طالبان، في العملية من اجل إرساء سلام دائم. والتقت خار الرئيس الافغاني حميد كرزاي الاسبوع الماضي، وحاولت تبديد الشكوك بأن إسلام آباد تقف عقبة امام السلام، فيما نفت اتهامات وردت في تقرير للحلف الاطلسي ناتو حول تقديم بلادها دعماً سرياً ل"طالبان". وكانت كابول ايدت فتح مكتب اتصال ل"طالبان"في قطر، لكنها شددت على دورها المحوري في المفاوضات. الى ذلك، حذّر زعيم حزب"الإنصاف"الباكستاني عمران خان، من انزلاق افغانستان إلى حرب أهلية، بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي من هذا البلد في نهاية عام 2014. وقال نجم منتخب باكستان السابق للكريكيت، لشبكة"سكاي نيوز":"نخشى ان تترك قوات الحلف فوضى أكبر بكثير مما خلّفه السوفيات حين غادروا أفغانستان نهاية الثمانينات من القرن العشرين، وتمهد الطريق لاندلاع حرب أهلية جديدة". ودعا إلى تشكيل حكومة ائتلافية في كابول لتجنب مزيد من سفك الدماء بعد انسحاب القوات الأجنبية، علماً ان الانسحاب السوفياتي خلف آلافاً من القتلى. على صعيد آخر، أكد خان قدرة حزب الإنصاف الذي يتزعمه على الفوز بعددٍ كافٍ من المقاعد في الانتخابات الباكستانية المقبلة، ودفعه لتولي منصب رئيس الوزراء، وقال:"تسونامي الدعم الذي أتلقاه لا يمكن وقفه وأوصل حزبي إلى نقطة لن تستطيع كل أحزاب المعارضة مجتمعة وقفه. وفي حال نظّمنا أنفسنا بشكل جيد واخترنا المرشحين المناسبين، لن يوقفنا شيء". وتجاهل خان تحذيرات جهاز الاستخبارات الباكستاني بمواجهته تهديدات، مشدداً على"أن واجبه الأخلاقي هو إنقاذ باكستان التي تتراجع بسرعة، ولا أمل بوقف هذا التراجع اذا لم يتقدم الناس إلى الأمام مثلي".