غادر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني متوجها الى قطر امس لبحث جهود السلام في افغانستان بعدما بدأ مسؤولون اميركيون وآخرون من طالبان اتصالات تمهيدية في هذه الدولة. ونقلت مصادر جيلاني عنه تأكيده قبل مغادرته على "موقف حكومته الداعم لمبادرات تقوم بها او تقودها افغانستان لاحلال الاستقرار في البلاد". وتصر باكستان التي حاولت الاسبوع الماضي القيام بمبادرة ازاء افغانستان بعد توتر العلاقات بسبب العنف في كلا البلدين، على ان اي عملية لوضع حد للحرب الافغانية المستمرة منذ 10 سنوات يجب ان تتم بقيادة افغانستان. واعلنت اسلام اباد رسميا ان زيارة جيلاني التي تستمر ثلاثة ايام الى قطر ستشكل مناسبة لتعزيز العلاقات بين البلدين ولا سيما على الصعيد التجاري. واشارت مصادر الى ان البلدين شعرا بأنه تم استبعادهما في الاتصالات بين الادارة الاميركية وحركة طالبان التي تقود حركة تمرد دامية ضد افغانستان وقوات الحلف الاطلسي وعديدها 130 الف عنصر بقيادة الولاياتالمتحدة. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية عبد الباسط ان جيلاني "سيلتقي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني". واضاف ان "زيارة رئيس الوزراء تهدف الى تعزيز سبل التعاون المشترك وتنشيط الآليات الموجودة والروابط الموجودة قبلا". وكانت حركة طالبان اكدت الشهر الماضي انها تريد اقامة مكتب اتصال في قطر قبل بدء محادثات ممكنة مع الولاياتالمتحدة. وقد بدأت الاتصالات بين الجانبين وتركزت حول امكانية تبادل الاسرى. وصرح مسؤول باكستاني رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "هناك بعض الافكار والمقترحات حول المصالحة في افغانستان ومن المؤكد انه سيتم التباحث بها عندما يلتقي جيلاني مع المسؤولين في قطر". واضاف ان "الولاياتالمتحدة تبلغنا حتى الآن بكل التطورات الهادفة الى دفع عملية السلام في افغانستان قدما، ولقد قلنا لهم بوضوح ان اسلام اباد تلتزم بدقة بسياسة عدم التدخل". وتنظر العواصمالغربية الى دور باكستان في افغانستان بكثير من التشكك خصوصا بسبب علاقات هذه الاخيرة القديمة مع حركة طالبان وشبكة حقاني وغيرهم من المجموعات الاسلامية المسلحة التي يتمركز قادتها في باكستان. لكن اي سلام في افغانستان لا يمكن ان يعتبر دائما ما لم يحظ بدعم باكستان ومشاركتها. وكانت وزيرة خارجية باكستان هينا خار رباني اعلنت الاسبوع الماضي ان باكستان مستعدة للقيام بما يطلبه الافغان لانهاء الحرب لكنها شددت على ان العلمية يجب الا تتم بقيادة اميركية او اجنبية. واضاف انه "من الضروري ان يشارك كل الاطراف الافغان بمن فيهم طالبان في العملية من اجل احلال سلام دائم". ولدى سؤال المسؤول الرفيع المستوى حول موقف باكستان من مكتب طالبان في قطر، اجاب "بات الان لديهم عنوان يمكن ان يقصده كل الراغبين في السلام".