عزز المسلحون المتشددون الذين دخلوا السبت مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء اليمنية 180 كلم جنوب شرقي صنعاء انتشارهم، وتمركزوا في مواقع مهمة في مختلف أنحاء المدينة، وأقاموا متاريس ونقاط مراقبة وتفتيش، وأطلقوا سراح مئات السجناء بعدما هاجموا السجن المركزي وفتحوا أبوابه. وقالت مصادر محلية ل"الحياة"إن معظم المسلحين ينتمون إلى تنظيم"القاعدة"وأنهم قدموا من محافظات مجاورة مثل أبين وشبوة ومأرب وصنعاء وإب وذمار، مشيرة إلى أنهم هاجموا عدداً من المقار الأمنية والحكومية وفرع البنك اليمني للإنشاء والتعمير. وسمعت أصوات اشتباكات متفرقة في بعض أنحاء المدينة صباح أمس تخللتها انفجارات، لم تلبث أن توقفت. وتابعت المصادر أن المتشددين اقتحموا مبنى السجن المركزي وفتحوا نيران أسلحتهم على حراس السجن، وساعدوا على فرار مئات المساجين. ولفتت المصادر إلى تزايد ملحوظ في عدد المسلحين، وقالت إن عشرات منهم كانوا يستقلون سيارات رباعية الدفع بينها آليات استولوا عليها من المقار الأمنية التي هاجموها، وبينها نقطة تابعة لقوات الأمن المركزي في منطقة دار النجد حيث اشتبكوا مع الجنود وقتلوا اثنين منهم على الأقل وجرحوا ثلاثة واحتجزوا البقية. وفي هذا السياق اعترفت وزارة الدفاع اليمنية بقيام"عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة بدخول رداع واقتحام عدد من المنشآت الحكومية في المدينة بينها السجن المركزي، ومقر فرع جهاز الأمن السياسي وإضرام النار فيه وإتلاف محتوياته، والاعتداء على نقطة دار النجد الأمنية وإطلاق النار على أفراد الأمن وسط أنباء عن استشهاد أحدهم وإصابة آخرين واختطاف عدد من الجنود ونهب أربع آليات تابعة لقوات الأمن ونقلها إلى قلعة رداع التاريخية". وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية إن مجموعات المسلحين التي اقتحمت جامع العامرية برداع وعدد من المساجد المختلفة وأشاعت الرعب داخل المدينة مساء السبت، اقتحمت أمس السجن المركزي في المدينة وساعدت على فرار مجموعة من السجناء على ذمة قضايا جنائية مختلفة، موضحاً أنه ليس بين المساجين أي عنصر من"القاعدة". وفي سياق متصل، أكدت مصادر قبلية في رداع أن عدداً من مشايخ القبائل والوجهاء عقدوا أمس لقاءات تشاورية لبحث الوضع في المدينة والمناطق المجاورة، وحملوا الدولة المسؤولية عما حدث، وطالبوها بسرعة التدخل لإنقاذ المنطقة من مواجهات بين القبائل والمسلحين الذين يقودهم طارق أحمد ناصر الذهب، نجل شيخ قبيلة قيفة، والذي تربطه علاقة مصاهرة بالداعية اليمني الأميركي الجنسية أنور العولقي الذي قتل العام الماضي في غارة أميركية. وتابعت المصادر أن مسلحي القاعدة يستعدون على ما يبدو للتوجه إلى مناطق مجاورة للسيطرة عليها، ولمهاجمة معسكرات الجيش في ضواحي المدينة التي ينوون تحويلها إلى مركز قيادة لعملياتهم في المناطق الشرقية والوسطى من اليمن.