سميّ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمام احد عشر ألقاً من أنصاره المجتمعين في مؤتمر في موسكو، مرشح حزب روسيا الموحدة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من آذار مارس المقبل، وسارع إلى تحذير الخارج من أي محاولة للتدخل في الاقتراع. وقال بوتين"أنا مدين ل الرئيس ديمتري اناتوليفتش مدفيديف ومؤتمر روسيا الموحدة لتعييني ودعوتي إلى أن اكون مرشحاً لمنصب رئيس روسيا. بالتأكيد أنا أقبل هذا الاقتراح مع امتنان، شكراً". وبعد ذلك، شدد رجل روسيا القوي على أن بلاده"ديموقراطية"، محذراً الخارج من أي محاولة للتدخل في عملية الاقتراع. واتهم بوتين دولاً أجنبية بتمويل منظمات غير حكومية"بهدف التأثير على سير العملية الانتخابية في بلادنا"في إشارة ضمنية إلى الغرب. وحذر من أن ذلك"عمل لا فائدة منه، انه مال ضائع". وصادق نواب حزب روسيا الموحدة بعد ذلك بالإجماع على ترشيحه في قرار يؤكد إعلاناً في هذا الصدد صدر خلال مؤتمر سابق في نهاية أيلول سبتمبر الماضي. وتم هذا التعيين قبل أسبوع تحديداً من الانتخابات الاشتراعية التي يتوقع أن تؤكد هيمنة حزب روسيا الموحدة. مدفيديف وقبل بوتين، دعا ديمتري مدفيديف الروس إلى التصويت للزعيم"الأكثر خبرة وشعبية"في البلاد. وقال إن"الغالبية المطلقة من بلادنا تثق في بوتين وتضع فيه آمالها في المستقبل". وأضاف أمام المشاركين المجتمعين في ملعب لوجنيكي:"صوتوا لبرنامجنا من اجل مستقبلنا، وصوتوا لمرشحنا إلى الرئاسة". وقبل ذلك استقبلت الحشود الزعيمين مرددة"روسيا، روسيا"، ورفعت الأعلام الروسية في مهرجان نقله التلفزيون الروسي مباشرة. وفي خطوة أولى، توالى أنصار رئيس الوزراء على المنصة مشيدين بما انجزه بوتين منذ توليه السلطة سنة 2000 وخصوصا"الاستقرار"الذي حققه بعد الفوضى التي سادت في التسعينات في سياق انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991. وتلت كلمات المتحدثين، ومن بينهم امرأة متقاعدة وعسكري سابق وفنان ورجل أعمال، موجات من التصفيق الحار ردد خلالها الحاضرون"بوتين، بوتين". وجاء تعيين بوتين مرشحاً إلى الرئاسة الروسية، تأكيداً لإعلان مدفيديف في نهاية أيلولسبتمبر انه سيتخلى عن الرئاسة في 2012 ليفسح المجال أمام سلفه كي يعود إلى الكرملين. وكان بوتين تخلى عن الرئاسة في 2008 ورشح مدفيديف خلفاً له بسبب عدم تمكنه من الترشح لولاية ثالثة متتالية وفقاً للدستور. لكن بصفته رئيس الحكومة، ظل بوتين الشخصية الأساسية في النظام والرجل القوي في البلاد. ويتوقع أن يتحول الرئيس الحالي إلى رئيس وزراء بعد أن يسلم مفاتيح الكرملين إلى منظره حيث أن انتخابه في آذار يبدو أكيداً ويتوقع أن يظل نظرياً رئيساً حتى 2024. وإلى الآن لم يعيّن أي حزب سياسي مرشحه إلى الانتخابات لكن المراقبين يتوقعون أن يترشح الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي أقدم المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية منذ 1990.