شدد اختصاصيون على أن صفة «البخل» لدى الأزواج لها تأثيرات سلبية على الزوجة والأبناء، كونه يزيد الخلافات بينهما، خصوصاً عندما ترغب المرأة في الصرف على نفسها أو على أولادها. وقال المحلل النفسي ومستشار العلاقات الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي ل «الحياة»: «البخل غير محمود على المستوى الديني، ما يتسبب في عدم استقامة الحياة الزوجية، فالناس التي تتصف به أشخاص لهم مفاهيم معينة، ونظرة خاصة في صرف المال»، مشيراً إلى أن الزوجة لها دور من خلال عقلها وحكمتها في صرف المال على الأمور الحياتية. وأضاف: «تعامل المرأة مع زوجها في إنفاق المال قد يساعد في تغيير نظرته لصرف النقود، ورؤيتها بشكل صحيح، ويبدأ في صرف ما تحتاجه الأسرة، لكن هناك بعض الأشخاص يتصف بالبخل مهما حاولت الزوجة». وذكر أن تلك الصفة في الزوج ستؤثر سلباً على الزوجة والأبناء، الذين سينقسمون في تصرفاتهم عندما يكبرون، إذ إن منهم من يسير على خطى والده، لافتاً إلى أن تلك الصفات في الرجل قد تدفع الآباء والأبناء إلى مد أيديهم، وأخذ أشياء ليست من حقهم. وأستطرد: «النساء يعتبرن أكبر مشكلة تواجههن تكمن في بخل الزوج، كونها لن تهنأ بحياة كريمة مريحة أسوة بغيرها، إذ ستتحول الحياة الزوجية إلي نكد وهم»، مشيراً إلى هناك نسبة ضئيلة من النساء لا يقبلن بهذه الصفة في أزواجهن، الأمر الذي يدفعهن إلى طلب الطلاق. وأرجع صفة البخل لدى الرجال إلى أن أباه قد يكون بخيلاً، أو أنه حصل على المال بعد حرمان طويل، أو تعود على الاتكال. وذكر أستاذ الشريعة في جامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة والمجلس القضائي المعتمد من وزارة العدل ل «الحياة» حسن سفر، أن الله شرع الزواج وجعل له مقاصد، منها إيجاد السكن النفسي والروحي، مضيفاً: «لابد أن يقوم الزوج بحق النفقة، وله ميزان اعتدال بحيث أنه لا يقتر على الزوجة، وفي الوقت نفسه لا تكون الزوجة مسرفة ومفرطة، فيجب أن يكون بينهما ألفة وتعاون من النواحي الاجتماعية والخاصة والاقتصادية». وتابع: «أشار علماء المقاصد إلى الضروريات التحسينية فيجب ألا يغفل الزوج عنها، لأنها إجبارية عليه، ويجب الصرف على زوجته من منظور الاعتدال والوسطية وعدم البخل والتقصير»، لافتاً إلى أن الزوجة من حقها طلب فسخ عقد الزواج، إذا قصر زوجها معها، خصوصاً عندما يترتب على ذلك ضرر كبير. وشدد على أن معالجة مشكلة «بخل الزوج» تكمن في الوسطية في الحياة الزوجية، خصوصاً في ما يتعلق بالنواحي الاقتصادية، ولو كان هناك توعية في مجالس الأحياء يشيرون فيها إلى التقصير تجاه الزوجة. وأوضح مستشار برامج السلوك الاجتماعي ومدير العيادات الخارجية والخدمة الاجتماعية الطبية في مستشفى حراء الدكتور عادل الجمعان أن «بخل الزوج» جزء من المشكلة السلوكية أو النفسية من الشخص نفسه، لكن في بعض الأحيان عندما يوصف الزوج بالبخل لا بد أن يكون لديه قصور واضح جداً في الصرف على المستلزمات المنزلية والمظهر الخارجي والجانب الغذائي في المنزل، إذ إنه سينعكس سلباً على أفراد الأسرة، مؤكداً أن تلك المشكلة ستكون من الأسباب المهمة في وجود بعض الظواهر الخاصة المتعلقة بسرقة الأبناء لحاجات زملائهم في المدرسة، نتيجة عدم توفرها لديهم، وتمتد مع الابن في حال بلوغه، وقد يدفعه ذلك إلى ارتكاب سلوكيات خاطئة أخرى، إضافة إلى أن شعوره بالحرمان قد يحوله إلى شخصية عدوانية حتى تجاه الوالدين. وأضاف: «البخل قد يصل إلى الإساءة بالأبناء وتسخيرهم للعمل في وقت باكر، وعدم الاهتمام بمراحل التعليم والدراسة لهم، وإساءة استخدام أموال الزوجة إذا كانت عاملة بالاستيلاء على كل ما تملك، وبالتالي تأثيرها النفسي على الزوجة يكون واضحاً جداً في تعاملها مع الآخرين، وعدم رغبتها في الظهور بشكل ناقص أمام الجميع، ورغبتها المستمرة في مناقشة الموضوع أمام زوجها، وقد تصل إلى الطلاق»، لافتاً إلى أن مشكلة البخل لها علاج إذا كان الموضوع نفسياً أو سلوكياً، بمعنى أن العملية وسطية لا يكون فيها تبذير كثير، ولا يكون فيها تقصير أكثر.