بعد مرور 10 سنوات من الحياة الزوجية، تقدمت سيدة بطلب الطلاق من زوجها الثلاثيني، لمنعه المصروف الشهري عنها بحجة صعوبة ظروفه المادية، رغم بذخه الواضح في أمور أخرى، فهل يكون مصروف الزوجة سببا في نهاية الحياة الزوجية بتلك الطريقة؟. تقول فاطمة عبدالعزيز "الزواج رباط مقدس وحياة مشتركة، لكن من أصعب الأمور التي لا تتحملها الزوجة خداع زوجها لها فترة طويلة من الزمن، وإيهامها على غير الحقيقة بضعف مادياته"، مضيفة "لقد واجهت زوجي بالحقيقة، وببخله علي وبتصرفاته غير المعقولة، فاعترف بأنه لا يمر بأي ضائقة، مما دفعها إلى طلب الطلاق. ولا تختلف قصة ريم الخالدي (ربة منزل) عن سابقتها، اذ تقول "يوم الخامس والعشرون من كل شهر يكون يوم استنفار داخل المنزل من قبل زوجي، حيث يحرص كل نهاية شهر على اختلاق مشاكل حتى يتهرب من دفع المصروف الشهري الذي اتفقنا عليه منذ الشهر الأول من زواجنا، مما يدفعني للرضوخ لرغبته حتى لا يتطور الأمر فيما بيننا إلى الطلاق". مشيرة إلى أن أغلب الأزواج لا يفضلون استقطاع جزء من رواتبهم لإعطائه للزوجة كمصروف شهري، ويعتبرون ذلك ترفا وتدليلا في غير محله، وقد يفتح ذلك عليهم أبواب الريح العاتية. وتختلف رانيا فقيه عن الآخريات، حيث تذكر أن زوجها يخصص لها مصروفا شهريا، يضعه أول كل شهر في أحد أدراج التسريحة، مع عبارات غزل مكتوبة على إحدى الأوراق بجانبه، وأنها تنتشي فرحا بحظها المختلف عن الأخريات. معترفة بأن لزوجها طرقا مبتكرة في ترك المصروف الشهري دون أن تطلبه بلسانها، حيث يرى زوجها أن المصروف الشهري حق من حقوق الزوجة، وأن من واجب الزوج الالتزام بذلك لتوثيق عرى العلاقة الزوجية. ومن الحالات التي تستدعي الغرابة ما تتعرض له سيدة "تحتفظ الوطن باسمها" من ضغوطات نفسية تدفعها في الكثير من الأحيان إلى طلب الانفصال عن زوجها، الذي تصفه بالمتغطرس، تقول "زوجي لديه الكثير من العقارات والمحلات التجارية، إلا أنه بخيل ويتصرف معنا في أضيق الحدود ويحاسبنا بال"هللة". من جانبه أكد المستشار النفسي والأسري بمركز "إرشاد للاستشارات الأسرية" الدكتور علوي عطرجي أن مصروف الزوجة اختياري، وليس من واجبات الحياة الزوجية، ويعود في أغلب الأوقات إلى الذوقيات في التعامل، فإذا تمكن الزوج من توفير كافة مستلزمات المنزل، فلا داعي من الأساس إلى طلب الزوجة لمصروف خاص لها. وأكد في الوقت نفسه أن الزوجة غير الموظفة تكون بحاجة أكثر لتخصيص مبلغ مالي يستقطع من الراتب لها يساهم في قضاء احتياجاتها اليومية من التسوق وشراء هدايا لأسرتها. مشيرا إلى أن المصروف الشهري للزوجة قد يساهم في توثيق العلاقة بينهما، خاصة في بداية الحياة الزوجية. ويرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر المهيزع أن "تخصيص مصروف للزوجة خاصة عندما يتم الاتفاق عليه بين الزوجين من الأمور الإيجابية، وليست هناك سلبيات لمثل هذا الأمر. مشيرا إلى أن بعض الأزواج يتصفون بالبخل، وهو من أكبر العوامل الهادمة للأسرة والعلاقات السليمة بين أفرادها، ليس بين الزوج والزوجة فقط، بل بين الزوج وأبنائه وبناته، وقد تتحمل المرأة كل الصفات السيئة في الرجل، ولكنها لا تتحمل البخل. وأكد أنه "لا بد أن نفرق بين الشخصية البخيلة، والشخص العقلاني في تصرفاته الذي يحب ترتيب مصروفاته، بحيث لا يصرف أكثر مما يدخر، حتى لا يقع في طائلة الديون، وأحيانا قد تتذمر المرأة المبذرة من هذا النوع من الأزواج. ويرى المهيزع أن الرجل عندما يمنح زوجته مصروفا خاصا بها، فيجب عليه أن لا يسألها فيما أنفقته، وعليه أن يتقبل قراراتها بخصوص مصروفها، لأن ما هو مهم عند الرجل قد لا يكون مهما عند المرأة، والعكس صحيح. مشيرا إلى أن سؤال الزوج لزوجته عن كيفية صرفها نوع من التسلط غير المقبول في العلاقات الزوجية.