هناك خطر يدهم اللاعبين السعوديين، وهو خطر"المحرقة"التي تدفع باللاعب الجيد للمشاركة المتواصلة، وفي كل الاستحقاقات المحلية والخارجية، حتى تحترق موهبته، ويخفت بريقه، ويصبح عالة على فريقه ومنتخب بلاده. لو رجعنا لعام 2007 كان لدينا منتخب شاب رائع بكل المواصفات الفنية، ووصل الى المباراة النهائية لكأس أمم آسيا في جاكرتا، وكن الأقرب للقب لولا التعاطف الخفي مع الشعب العراقي، فطارت البطولة من المنتخب السعودي الأفضل والأميز وفق أدائه أمام اليابان وبقية المنتخبات الآسيوية، هذا المنتخب استهلكناه وأحرقناه تماماً بسوء البرمجة محلياً وآسيوياً، إذ واصل اللاعبون الركض مع أنديتهم والمنتخب حتى فقدوا القدرة الأدائية، وفقدنا بالتالي ياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي وكل نجوم عام 2007 الآن نكرر المشهد نفسه، فاللاعب الذي يلعب مع ناديه والمنتخب الأولمبي يتم استدعاؤه للمنتخب الأول، واللاعب الذي يلعب مع الاتحاد في استحقاقاته المحلية والآسيوية يتم استدعاؤه للمنتخب، أي يشارك اللاعب في ثلاث جبهات، على رغم وجود بدلاء له في بقية الأندية. المنتخب السعودي الأول تضرر من هذه البرمجة وهذه الاستحقاقات، فقد استدعى لاعبين منهكين، وشارك بهم في أول جولتين للتصفيات المؤهلة للمرحلة الأخيرة لنهائيات كأس العالم 2014، وتكرر الوضع في التشكيلة التي تستعد لخوض جولتين حاسمتين في هذا الشهر، ولا نعلم ما هي قدرة اللاعبين البدنية على خوض مباريات متتالية، والمشاركة في كل الجبهات المحلية والخارجية، على رغم وجود بدلاء بالمقدرة الفنية نفسها بل أجود. اللاعب بشر وعضلاته تحتمل جهداً محدداً، وما عدا ذلك يتحول إلى السلب لا الإيجاب، وهناك علم تدريب يحدد الحمل التدريبي والأدائي الذي يستطيع أي لاعب القيام به من دون خلل في وضعه الصحي أو الفني. إذا غيرنا برمجتنا الموسمية، ودققنا اختياراتنا لقوائم المنتخبات السعودية، ووفرنا خمسة أسابيع راحة للاعبين نهاية كل موسم، سنتجه بعدها للتفوق المرحلي الذي كنا عليه عندما حققنا كأس آسيا ثلاث مرات وتأهلنا لمونديال كأس العالم أربع مرات متتالية. أما إذا استمرت"المحرقة"فستقضي على مستقبل الكرة السعودية، وسنغيب كثيراً عن الواجهة الآسيوية والعربية، ناهيك عن العالمية. [email protected]