في أيلول سبتمبر المنصرم، أعلن الرئيس الاميركي، باراك أوباما، تعديل خطة بوش العسكرية، والعدول عن نشر درع صاروخية بأوروبا الشرقية. وطلب من البنتاغون إعداد شبكة دفاع صاروخية مرنة بأوروبا. وفي الاثناء، نشرت البحرية الاميركية مدمرات"إيجيس - كلاس"الحاملة نظام دفاع صاروخي باليستي بالبحر المتوسط. والسفن هذه مزودة بنظام رادار"سباي 1"، وترسانة صواريخ"ميسيل 3"، هي عمود الدرع الاميركية الفقري بأوروبا. وعلى خلاف الدرع الصاروخية"البوشية"نسبة الى جورج بوش الثابتة والارضية، فإن سفن"إيجيس"متحركة، ويمكنها الانتقال الى المناطق المعرضة للخطر. وهي سفن متعددة الاستعمالات. ففي وسعها مطاردة القراصنة والغواصات، عوض انتظار وقوع هجمة صاروخية. وثمة سفينتا"ايجيس"تجوبان شرق المتوسط. ويرى مسؤولون في البنتاغون أن عدد السفن هذه قد يرفع الى ست سفن. وتطالب القيادة المركزية الاميركية بالشرق الاوسط وقيادة القوات الاميركية بالمحيط الهادئ بزيادة عدد سفن"إيجيس"لمواجهة تهديدات ايرانية وكورية شمالية. ولكن، على خلاف ما يتمنى القادة العسكريون، نصف اسطول سفن"ايجيس"جاهز ومتأهب للقتال طوال الوقت. فبعد الانتشار في البحر، تمضي السفن نصف وقت عملها في المرافئ ويستعد طاقمها في الأثناء لمهمته المقبلة. وتسعى ادارة أوباما في مضاعفة عدد سفن"إيجيس"وأنظمة الدرع الصاروخية الباليستية. وإذا بادرت اسرائيل الى توجيه ضربة استباقية الى منشآت ايران النووية، يخشى ألا يقتصر الرد الايراني على مهاجمة اسرائيل، ويرجح أن تقصف ايران القوات الاميركية بأوروبا والشرق الاوسط بعدد كبير من الصواريخ قد يبلغ مئات الصواريخ، على ما نبّه روبرت غيتس، وزير الدفاع الاميركي. وتعجز درع بوش الصاروخية عن مواجهة هجوم مماثل بأوروبا. وفي العام المقبل، يفترض أن تنتشر سفن"إيجيس"المسلحة بعشرات من أنظمة"إس إم ?3"الراصدة للصواريخ في المتوسط والبحر الاسود، وأن ترتبط بجهاز رادار عالي القوة يزمع نشره بجنوب أوروبا. ويتوقع أن تبدأ المرحلة التالية من مشروع نظام الدفاع الصاروخي، في 2015. فرومانيا وافقت على استضافة نظام"إيجيس"القتالي في أراضيها. وفي 2018، ينشر النظام هذا والجيل الجديد من صواريخ"أس أم ?3"في بولندا. والنظام الدفاعي الصاروخي يكتمل في 2020. وكلفة تطوير ونشر أعداد كبيرة من صواريخ"إس أم-3"تبلغ بين 10 ملايين دولار و15 مليون دولار للجهاز. وفي تشرين الثاني نوفمبر المقبل، يناقش اعضاء الناتو في قمة لشبونة إدراج الدروع الصاروخية الارضية في برنامج التحالف ومهماته. عن"واشنطن بوست"الاميركية، 31 / 7 / 2010، إعداد منال نحاس