استبعد ديبلوماسي روسي في منطقة الشرق الأوسط أن تكون سورية زودت"حزب الله"اللبناني صواريخ باليستية من طراز"سكود". وقال الديبلوماسي الذي كان ضابطاً في كتبية صواريخ باليستية في الجيش الروسي ان هذه الصواريخ لا يمكن تحريكها من دون رصدها من الجو، نظراً الى حجمها الكبير، اذ يراوح طول الصاروخ بين 11 و 12.5 متر بحسب طرازه، اضافة الى طول منصة الإطلاق المتحركة، والذي يصل حتى الى حوالى 14 متراً. ولاحظ"ان صاروخ سكود يمكن رصده بسهولة من الجو أو بواسطة الأقمار الاصطناعية، وبالتالي يمكن تصويره وتقديم أدلة بتحركه داخل لبنان في حال حصول هذا الأمر". وأوضح أن هذه الصواريخ تعمل بالوقود السائل، أي أن عملية تجهيزها للإطلاق تأخذ زهاء الساعة قبل الإطلاق مباشرة. وزاد:"لا يطلق صاروخ سكود من أرض جبلية بل من سهل منبسط، ما يحد من دائرة عملياته في بلد تطغى عليه التضاريس الجبلية مثل لبنان". ويجمع غالبية الخبراء على أن امتلاك"حزب الله"لصواريخ"سكود"سيشكل خروجاً على العقيدة العسكرية للحزب وأساليبه التقليدية التي تتسم بسرعة الحركة وسهولة الاختباء في الأحراش والتلال والوديان وداخل الأنفاق والخنادق. يذكر ان الحزب يملك ترسانة كبيرة من صواريخ"كاتيوشا"و"غراد"من أعيرة مختلفة، يصل مدى بعضها الى 120 كلم، مثل صواريخ"رعد"و"زلزال"الإيرانية والسورية الصنع. ويسهل نقل وإطلاق هذه الفئة من الصواريخ التي يراوح طول كل منها بين متر واحد وأربعة أمتار، ويمكن أن يقوم طاقم من عنصرين فقط بنقل بعض أنواع هذه الصواريخ وتجهيزها وإطلاقها، خصوصاً تلك التي من عياري 107 و122 ملم. ولم تحدد الجهات الإسرائيلية والأميركية نوع صواريخ"سكود"التي تدعي دخولها الى لبنان. اذ أن سوريا تملك ثلاثة طرازات منها وهي"سكود - بي"، وسكود -سي"وسكود - دي"، بعضها من صنع روسي وأخرى كوري شمالي، وهناك أيضاً ما يصنع في سورية نفسها. ويبلغ مدى"سكود - بي"حوالى 350 كلم، و"سكود - سي"500 و"سكود - دي"بين 700 و 1000 كلم. وقامت كوريا الشمالية بتطوير وتصنيع صواريخ"سكود - سي"و"دي"تحت اسمي"هواسونغ"و"رودونغ"وزودت بهما سورية وإيران التي تصنعهما محلياً تحت اسم"شهاب -1"و"شهاب - 2". ويبلغ حجم الرأس الحربي لهذه الصواريخ حوالى الطن من المتفجرات التقليدية، ويمكن تزويدها رؤوساً غير تقليدية نووية أو كيماوية أو بيولوجية. وتشتهر هذه الصواريخ بعدم دقتها اذ تبلغ دائرة احتمال الخطأ بين 50 و 500 متر، بحسب طراز الصاروخ، ما يفقدها أهميتها كصواريخ تكتيكية ويحصر عملها في قصف تجمعات ومطارات وثكنات عسكرية، أي أهداف في مساحة كبيرة. وتترك هذه الصواريخ أثراً كبيراً من الدخان عند اطلاقها، ما يكشف مكان المنصة التي اطلقت منها، ويجعلها هدفاً سهلاً لسلاح الجو في أرض عمليات صغيرة مثل لبنان. * باحث في الشؤون الإستراتيجية نشر في العدد: 17187 ت.م: 25-04-2010 ص: 14 ط: الرياض