وقّعت وزارة الزراعة السورية مع"الصندوق الدولي للتنمية الزراعية"إيفاد، اتفاق قرض قيمته 27 مليون دولار بهدف تمويل مشروع"التنمية المتكاملة للثروة الحيوانية"فيها، الذي تبلغ تكلفته نحو 70 مليون دولار. وكانت مصادر رسمية أكدت في وقت سابق ان الجفاف الذي ضرب المنطقة الشرقية خلال الأعوام الأخيرة تسبب بضرر لمربي الماشية في البادية، حيث يوجد 80 في المئة من الثروة الحيوانية وتوفر المنطقة 60 في المئة من الأعلاف، مشيرة إلى انخفاض عدد رؤوس الأغنام من 22.8 مليون رأس في عام 2007 إلى 12 مليوناً في العام الماضي، والماعز من 1.6 مليون رأس إلى 630 ألفاً. وأفادت مصادر في وزارة الزراعة بأن المشروع الذي سيبدأ تنفيذه في الربع الأول من العام المقبل ويغطي مختلف المحافظات السورية، سيمول أيضاً من"الوكالة الفرنسية للتنمية"بنحو 27 مليون دولار و15 مليون دولار تمويلاً محلياً، إضافة إلى منحة بقيمة 588 ألف دولار من"إيفاد". ويهدف المشروع إلى الزيادة المستدامة للدخل وتنويع مصادره لسكان الريف من البدو وصغار المزارعين وتمكين المرأة الريفية والأسر التي تعتمد على أنشطة الثروة الحيوانية إنتاجاً وصناعة في المناطق ذات الإمكانات المنخفضة. كما يستهدف أصحاب الثروة الحيوانية والخدمات البيطرية ومراقبة جودة المنتجات الحيوانية والمراعي المحسنة ومراكز تجميع الحليب وأنشطة التدريب ودعم وتطوير الأعمال التجارية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. ويقدر عدد الأسر التي ستستفيد من المشروع بنحو 300 ألف أسرة معظمها يقطن في البادية السورية وفي شمال شرقي البلاد. وتشير إحصاءات وزارة الزراعة إلى ان مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي تتراوح بين 22 و25 في المئة. وتؤكد أن عدد العاملين في الزراعة انخفض من 24 في المئة إلى 18 بسبب دخول الوسائل الحديثة إلى الزراعة. وأكد نائب رئيس الوزراء السوري عبدالله الدردري أمام مجلس الشعب البرلمان أول من أمس انتقال نحو 600 ألف عامل في القطاع الزراعي بين عامي 2001 و2009 إلى قطاعات أخرى. وشدد على"ضرورة تنويع الاقتصاد ليستوعب اليد العاملة الجديدة وتطوير أنماط الاستثمار والإدارة الزراعية والمائية نظراً إلى تضاؤل الموارد المائية وصغر مساحات الملكية الزراعية وزيادة تكاليف الإنتاج إلى جانب ضرورة تحسين منظومة الدعم الزراعي والإنتاجية الزراعية والتسويق الزراعي". وكان تقرير أعده"المعهد الدولي للتنمية المستدامة"بيّن ان الجفاف"أدى إلى هجرة سكان 160 قرية في شمال شرقي سورية إلى المدن الداخلية أي ما يزيد على 30 ألف أسرة تضم 300 ألف شخص". وتوقع التقرير أن تكون هذه المنطقة"أكثر جفافاً ما سيؤثر جدياً في قطاع الزراعة وتدفق المياه".