أفادت مصادر سورية رسمية، بأن الجفاف الذي ضرب المنطقة الشرقية خلال الأعوام الأخيرة، أدى إلى انخفاض محاصيل القمح في هذه المنطقة من 4.5 مليون طن عام 2007 إلى 2.1 مليون عام 2008. وتسبب في تضرر مربي الماشية في البادية، حيث يوجد 80 في المئة من الثروة الحيوانية وتوفر المنطقة 60 في المئة من الأعلاف. ودفع هذا الواقع مئات العائلات إلى الهجرة باتجاه المناطق الداخلية، خصوصاً إلى أطراف المدن الرئيسية، ما دفع الحكومة السورية إلى الإسراع في تنفيذ مشروع «التنمية المستدامة» للمنطقة الشرقية، بكلفة 58 مليون دولار، لتخفيف آثار الجفاف الذي يعد الأسوأ من نوعه منذ 50 سنة، وتثبيت العائلات في مناطقهم. ويركز المشروع الذي بدأ تطبيقه عام 2008 على المناطق الأشد فقراً، والتي تضم 60 في المئة من الأسر صاحبة الحيازات الصغيرة، التي تقل مساحتها عن هكتار واحد مروي، و5 هكتارات بعلية، وفيها أكثر من 10 في المئة من الأسر، التي لا تمتلك أي قطعة أرض أو ثروة حيوانية، و60 في المئة من الأسر التي تعتمد على اليد العاملة الموقتة المحلية والمهاجرة. وقال مدير المشروع عصام زنون: «يهدف المشروع إلى تمكين المجتمع المحلي من إدارة موارده الطبيعية والبشرية، وتأمين فرص عمل، ورفع مستوى المعيشة للأسرة الريفية»، لافتاً إلى «أن 6400 أسرة ستستفيد من مشروع الري الحديث». وكانت الحكومة قد اتخذت الكثير من الإجراءات العاجلة، من ضمنها جدولة ديون الفلاحين، ومنح مساعدة غذائية كل شهرين للأسر المتضررة، كما تعمل حالياً على تنفيذ مشروع لجر مياه دجلة إلى المنطقة لري 150 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. وتشير الأرقام الى أن إنتاج المنطقة الشرقية (دير الزور - الرقة - الحسكة) التي تعد سلة سورية الغذائية، بلغ العام الماضي 2.6 مليون طن من القمح، تشكل نحو 59 في المئة من إنتاج البلاد، و715 ألف طن من القطن، تشكل نحو 70 في المئة من الإنتاج، ووصل عدد رؤوس الأغنام فيها إلى 7.1 مليون، تشكل نحو 41 في المئة من نسبة الأغنام في سورية.