اختارت الحكومة السورية بعد دراسات معمقة نحو مئة قرية في شمال شرقي سورية تعد الأفقر في البلاد بهدف تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لأسرها. ويعد مشروع التنمية الريفية في محافظات حلب ودير الزور والرقة التي تعرضت خلال السنوات الماضية إلى موجة جفاف هجّرت أكثر من 300 نسمة إلى مناطق داخلية جزءاً من برنامج اقتصادي متكامل وضعته الحكومة السورية لتنمية المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد. وتصل كلفة المشروع إلى أكثر من 57 مليون دولار وسيُموّل عبر قرضين منخفضي الفائدة قيمتهما 20 مليون دولار من «الصندوق الدولي للتنمية الزراعية» (إيفاد) و17 مليون دولار من «صندوق أوبك للتنمية الدولية» (أفيد)، فيما تساهم الحكومة السورية ب 20 مليون دولار. وقال مدير المشروع عصام ذنون لوكالة الأنباء السورية (سانا): «ان المجموعات المستهدفة هي الأسر الفقيرة والشباب العاطل من العمل والنساء الريفيات في قرى محافظات حلب ودير الزور والرقة»، لافتاً إلى ان المشروع يستهدف في شكل مباشر نحو 140 ألف نسمة، منهم 65 ألف امرأة، وفي شكل غير مباشر 160 ألف نسمة، منهم 70 ألف امرأة». وأكد ان أهم مكونات المشروع هو تمكين المجتمع المحلي والعمل على النهوض بقدرات المجتمع وتفعيل دوره في إدارة العملية التنموية المستدامة ووضع الخطط التنموية للقرى المستهدفة وذلك من خلال بناء القدرات المجتمعية. وأضاف: «من أصل 2800 قرية في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة اختيرت مئة قرية لتكون نواة المشروع حيث أُجريت عملية مسحية شاملة ل 17 ألف أسرة في هذه القرى ركزت على المؤشرات السلبية التي تؤثر في العملية التنموية مثل الأمية والبطالة والهجرة وحجم الحيازات الزراعية ومستوى دخل الأسر. وكانت الأممالمتحدة حذّرت الشهر الماضي من كارثة جفاف في سورية. وأكدت أنها تعمل على جمع نحو 53 مليون دولار كمساعدات مالية طارئة إلى سورية، لكنها لم تحصل على أي أموال من الدول المانحة حتى الآن. ويمتد المشروع على مساحة مقدارها 7.6 مليون هكتار تشكل 14 في المئة من مساحة سورية ويبلغ عدد سكان المنطقة نحو3.3 مليون نسمة يشكلون نحو 16.8 في المئة من سكان البلاد ويتراوح معدل النمو في المنطقة المستهدفة بين 2.46 و3.24 في المئة ونسبة الإناث 47 في المئة ومتوسط حجم الأسرة ثمانية أفراد ويعتمد معظم السكان على الزراعة وتربية الماشية والعمالة المأجورة. وأشار تقدير أعده «المعهد الدولي للتنمية المستدامة» إلى ان الجفاف «أدى إلى هجرة سكان 160 قرية في شمال شرقي سورية إلى المدن»، وتوقع ان تكون هذه المنطقة «أكثر جفافاً ما سيؤثر جدياً في قطاع الزراعة وتدفق المياه».