يُتوقع ان يطغى قرار"أوبك"المتوقع اليوم بالإبقاء على سياسة الإمدادات من دون تغيير على جدل حول التنافس بخصوص الاحتياطات وما إذا كانت المنظمة ستعدل سياستها السنة المقبلة انسجاماً مع تنامي الإمدادات العراقية أو تضخ مزيداً من النفط لتهدئة موجة صعود الأسعار بسبب الدولار. وظلت أسعار النفط قريبة من نطاق 70 إلى 80 دولاراً للبرميل الذي يقول وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي إنه مثالي للمنتجين الذين يحتاجون للاستثمار في زيادة الإنتاج وليس مرتفعاً بالدرجة التي تعرض التعافي الاقتصادي الهش للخطر. وسجل خام النفط الأميركي هذا الشهر أعلى مستوى في خمسة أشهر متجاوزاً 84 دولاراً للبرميل قبل أن يتراجع قليلاً. ويتوقع محللون صعوده بفعل المضاربة في وقت أدت فيه توقعات بأن تلجأ الولاياتالمتحدة إلى مزيد من الإنعاش الاقتصادي إلى تراجع العملة الأميركية المستخدمة على نطاق واسع في تسعير برميل النفط. الأسواق وأمس تجاوز سعر برميل النفط مستوى 82 دولاراً بعد أن سجلت واردات الصين من الخام قفزة الشهر الماضي بلغت 35 في المئة، مقارنة بها قبل سنة. وازداد سعر عقود النفط الأميركي تسليم الشهر المقبل 1.03 دولار إلى 82.70 دولار للبرميل ليصبح على بعد دولارين فقط من أعلى مستوى في خمسة أشهر فوق 84 دولاراً المسجل الأسبوع الماضي. وارتفع سعر عقود مزيج خام القياس الأوروبي"برنت"تسليم الشهر المقبل 92 سنتاً إلى 84.42 دولار للبرميل. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتسارع نمو الطلب العالمي على النفط في الفترة المتبقية من السنة، لكنها عدلت بالخفض توقعاتها لنمو الطلب في 2011، متوقعة ان يتباطأ إذا كانت أوضاع الاقتصاد العالمي مخيبة للآمال. وما زالت الوكالة تتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط السنة المقبلة إلى 88.16 مليون برميل يومياً، مقارنة ب 86.94 مليون برميل يومياً هذه السنة، لكن مع تباطؤ معدل النمو. وعدلت الوكالة بالخفض توقعاتها لنمو الطلب في 2011 على أساس سنوي بواقع 60 ألف برميل يومياً إلى 1.21 مليون برميل يومياً، مقارنة بتقريرها السابق، لكنها عدلت بالزيادة توقعاتها لنمو الطلب في 2010 بواقع 260 ألف برميل يومياً. وأشارت الوكالة التي تقدم المشورة لدول صناعية كبرى في شأن سياسة الطاقة إلى ان عوامل موقتة دفعتها لرفع توقعات نمو الطلب في 2010 مثل اعادة تكوين مخزونات زيت التدفئة قبيل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وأضاف التقرير أن إلغاء دعم الوقود في أسواق ناشئة مهمة في آسيا والشرق الأوسط على المدى البعيد قد يشكل خطراً على النمو. وأظهر التقرير أن التزام الدول الأعضاء في منظمة"أوبك"بتخفيضات الانتاج المستهدفة ازداد إلى 54 في المئة في أيلول سبتمبر من 50 في المئة في آب أغسطس. ورجح ارتفاع الطلب على نفط"أوبك"إضافة إلى المخزونات العام المقبل بواقع مئة ألف برميل يومياً إلى 29.3 مليون برميل يومياً. ورفعت الوكالة تقديرها لامدادات الدول غير الأعضاء في"أوبك"بواقع 150 ألف برميل يومياً إلى 53.1 مليون برميل يومياً السنة المقبلة بفضل زيادة الانتاج في الولاياتالمتحدة وكندا والصين. أسعار أعلى؟ ولفتت مجموعة"بيرا انرجي"الاستشارية في تقرير لها إلى ان كبار منتجي النفط سيحتاجون على الأرجح إلى أسعار نفط مرتفعة لتعويض أثر ضعف الدولار على وارداتهم غير الدولارية. وشددت على ان بعض الدول المنتجة للنفط واجهت صعوبة في ضبط الموازنات العامة في ظل 80 دولاراً للبرميل حتى قبل التراجع الأخير في قيمة الدولار. وإذا تراجع الدولار 10 في المئة إضافية ستحتاج السعودية وفنزويلا ونيجيريا إلى أسعار في نطاق بين 81 و85 دولاراً للبرميل، في حين ستحتاج إيران 95 دولاراً والجزائر 97 دولاراً وروسيا 98 دولاراً والعراق 112 دولاراً من أجل ضبط موازناتها. أما الكويت فستحتاج 66 دولاراً فقط.