هبطت أسعار النفط أكثر من دولار أمس، مقتربة من أدنى مستوى في خمسة شهور تحت وطأة ارتفاع الدولار والقلق من تباطؤ الطلب على النفط. ونزل سعر برميل الخام الأميركي إلى 101.43 دولار، قبل ان يرتفع قليلاً إلى 101.64 دولار، بانخفاض 94 سنتاً عن أول من أمس. وتراجع سعر برميل مزيج"برنت"، متجاوزاً خسائر الخام الأميركي، إلى 97.85 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أوائل آذار مارس. وما لبث ان ارتفع قليلاً إلى 98.25 دولار، بانخفاض 72 سنتاً عن أول من أمس. وأعلنت"منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أول من أمس إلى 96.80 دولار للبرميل من 98.49 دولار قبل يوم. وجاء تراجع النفط على رغم قرار"أوبك"إجراء خفض مفاجئ في إنتاجها، بلغ نحو نصف مليون برميل في اليوم. فالنفط يتعرض إلى ضغوط من ارتفاع الدولار، وبعد صدور التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية التي خفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي. وأظهرت بيانات حكومية أميركية أول من أمس تراجع الطلب على المشتقات النفطية في الولاياتالمتحدة، أكبر بلدان العالم استهلاكاً للنفط. وعلى رغم هبوط أسعار النفط الخام، تماسكت أسعار المشتقات مع اقتراب الإعصار"أيك"من منطقة خليج المكسيك حيث يتركز ربع إنتاج النفط الأميركي. وأعلنت"أوبك"أنها وافقت على تعديل مستويات الإنتاج إلى 28.8 مليون برميل يومياً. وقدّر رئيس المنظمة وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل خفض الإمدادات بنحو 520 ألف برميل يومياً، مقارنة بتموز يوليو، وذلك خلال الأيام الپ40 المقبلة. وتعتبر اوساط في"أوبك"ان الكميات المخفضة توازي حجم الفائض في الأسواق العالمية. وخفضت وكالة الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2008 بواقع مئة ألف برميل يومياً بسبب تأثير الضعف الاقتصادي والأسعار المرتفعة. وقلصت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2009 بواقع 40 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 890 ألفاً. وتوقعت نمو إجمالي الطلب العالمي على النفط في 2008 بواقع 690 ألف برميل يومياً. ولفتت إلى ان الطلب لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية سينخفض 1.6 في المئة عام 2008. إلا ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع مع ذلك هذه السنة 0.8 في المئة، أي 0.7 مليون برميل يومياً، والسنة المقبلة واحداً في المئة، أي 0.9 مليون برميل مستفيداً من حركة الطلب في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، مثل الصين. لكن الطلب على النفط في الدول غير الأعضاء في المنظمة، وخصوصاً في الصين والهند وإيران، سيزداد أربعة في المئة عام 2008 و3.7 في المئة عام 2009. ولم تغير الوكالة توقعاتها في شأن الطلب الأميركي عام 2009 في انتظار ان تصبح تغيرات السلوك باتجاه خفض الاستهلاك ملموسة اكثر.