شن القادة اليساريون في أميركا اللاتينية هجوماًَ لاذعاً على الاتفاق بين بوغوتا وواشنطن لنشر قوات أميركية إضافية في قواعد للجيش الكولومبي، معتبرين انها قد تشكل صاعق حرب في القارة. ويجري الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي اجتماعات مع رؤساء دول أميركا اللاتينية، في محاولة لحشد التأييد لعزم الولاياتالمتحدة نشر طائرات في تلك القواعد تُستخدم لمكافحة المخدرات، بعد اضطرار الجيش الاميركي الى اغلاق قاعدة"مكافحة المخدرات"التي كان يشغلها في الاكوادور، وهي الوحيدة في اميركا اللاتينية. وقال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز:"هذه القواعد قد تكون بداية لحرب في اميركا اللاتينية. اننا نتحدث عن اليانكيز، أكثر أمة عدوانية في تاريخ البشرية". واكد ان"الامبراطورية الاميركية"تسعى من خلال هذه القواعد، الى الاستيلاء على ثروات"حوض اورينوك النفطي"جنوب شرقي فنزويلا. واكد تشافيز ان قاذفات الصواريخ السويدية الصنع التابعة للجيش الفنزويلي والتي عُثر عليها في معسكر لمتمردي"القوات المسلحة الثورية الكولومبية"فارك، سرقها المتمردون من قاعدة بحرية فنزويلية عام 1995. وكان تشافيز جمّد العلاقات مع بوغوتا، بعد اتهام كولومبيافنزويلا بتزويد"فارك"تلك الأسلحة. وأعلن تشافيز انه منع استيراد 10 آلاف سيارة من كولومبيا، كما هدد بتعليق واردات أخرى منها وتحديداً في القطاع الغذائي والتي بلغت نحو 6 بلايين دولار العام الماضي. واعتبر الرئيس البوليفي ايفو موراليس، وهو مزارع سابق للكوكا طرد ضباط مكافحة المخدرات الاميركيين السنة الماضية، ان متمردي"فارك"اصبحوا"أفضل أداة"لواشنطن لتبرير عملياتها العسكرية في المنطقة. وقال:"لا يمكننا ان نقبل حشد كل هذه الطائرات والمعدات العسكرية في كولومبيا. هذا مُوجَّه الى فارك. هذا ليس موجهاً الى تجارة المخدرات، انه موجه الى المنطقة. واجبنا ان نرفضه". وكان الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا ابدى قلقه حول الاتفاق، كما اشار مصدر في الحكومة الارجنتينية الى ان الرئيسة كريستينا كيرشنر ابلغت اوريبي ان الخطة"مقلقة". اما رئيسة تشيلي ميشيل باشليه التي التقت اوريبي امس، فكان موقفها اكثر تفهماً. وقال وزير الخارجية التشيلي ماريانو فرنانديز ان"القرارات التي يتخذها كل بلد، هي خاصة به ويجب احترامها". وابدى الان غارسيا رئيس البيرو التي تُعتبر ثاني اكبر منتج للكوكايين في العالم، دعمه لاوريبي. في هافانا، اعتبر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ان"من الخطأ الفادح الاعتقاد بأن فنزويلا هي الوحيدة المهددة"بهذا الاتفاق،"فالتهديد يشمل كل دول القارة الجنوبية".