خيّم التوتر بين كولومبيا ودول اخرى في مقدمها فنزويلا، على خلفية اتفاق بين بوغوتا وواشنطن يسمح للقوات الأميركية باستخدام 7 قواعد عسكرية للجيش الكولومبي، على قمة استثنائية لاتحاد دول أميركا اللاتينية افتُتحت في الأرجنتين أمس. وينص الاتفاق الذي وُقع مبدئياً، على هبوط مقاتلات اميركية في القواعد الكولومبية، لكن عدد القوات الاميركية لن يتخطى ذاك المسموح به الآن، ويبلغ 800 جندي و600 متعاقد مدني. وثمة حوالى 260 عسكرياً أميركياً في كولومبيا الآن. لكن وثيقة عسكرية أميركية أفادت بإمكان استخدام قاعدة"بالانكيرو"الكولومبية، بمثابة نقطة انطلاق للقوات الاميركية، مشيرة الى ان"في إمكان طائرة نقل من طراز سي - 17 تغطية نحو نصف مساحة القارة الأميركية، من دون إعادة التزوّد بالوقود". أضف الى ذلك تأكيد مسؤولين عسكريين ومدنيين كولومبيين بارزين، ان الاتفاق يستهدف جعل كولومبيا محور اقليمياً لعمليات وزارة الدفاع الاميركية. ومنذ الكشف عن فحوى الوثيقة، يؤكد المسؤولون الأميركيون ان قواتهم ستبقى على اراضي كولومبيا، ولن تتخطى الحدود سوى بطلب من دول اخرى. لكن ذلك لم يبدد شكوك الرئيسين الفنزويلي هوغو تشافيز والاكوادوري رافاييل كوريا، كما ان البرازيل تأمل بالحصول على ضمانات مكتوبة من كولومبيا خلال القمة. وما يزيد شكوك هذه الدول، ان توسيع الانتشار العسكري الأميركي في كولومبيا، يأتي بعد سنوات على توقيع اتفاق"خطة كولومبيا"وهي بقيمة 6 بلايين دولار، لمساعدة الرئيس الفارو اوروبي في محاربة متمردي"القوات المسلحة الثورة الكولومبية"فارك. ويثير التكتم حول الاتفاق الذي يستهدف رسمياً مكافحة المخدرات والإرهاب، مخاوف دول أميركا اللاتينية التي لم تنس بعد عقوداً من الدعم الاميركي للديكتاتوريات العسكرية اليمينية في القارة. واعتبر تشافيز ان الاتفاق يمهد ل"حرب"اميركية على فنزويلا بهدف"تصفية الثورة البوليفارية"، مشيراً الى انه يعدّ لقطع العلاقات الديبلوماسية مع كولومبيا. في المقابل، قال وزير الخارجية الكولومبي خايمي برموديز ان اوريبي مستعد لتقديم ضمانات خلال القمة، ولكن ايضاً لمساءلة نظرائه حول العقود العسكرية التي وقعوها. لكن رافاييل كوريا يؤكد رفضه الادعاءات بأن الاتفاق مسألة داخلية لكولومبيا. وتساءل:"ماذا لو نشرنا رؤوساً نووية في الاكوادور، وأعلنا انها مسألة سيادة وطنية؟ الأمر مضحك، انها مسائل تعرض للخطر المنطقة بأسرها". ويتزامن السجال حول التوسع العسكري الاميركي في كولومبيا، مع ارتفاع الإنفاق العسكري في أميركا اللاتينية. وأفاد مركز بحوث في الارجنتين بأن الدول ال12 الأعضاء في اتحاد دول أميركا اللاتينية، انفقت السنة الماضية نحو 51 بليون دولار على تعزيز قواتها المسلحة، بارتفاع 30 في المئة عن عام 2007. في هافانا، اعتبر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ان"القصد الوحيد للولايات المتحدة من خلال هذه القواعد، هو وضع اميركا اللاتينية في متناول قواتها في غضون ساعات قليلة". واضاف ان"الهدف الاول المباشر لهذه الخطة، هو تصفية العملية الثورية البوليفارية وضمان السيطرة على النفط وغيره من الموارد الطبيعية في فنزويلا".