كراكاس، بوغوتا – رويترز، أ ف ب - غداة قطع فنزويلا علاقاتها الديبلوماسية مع كولومبيا حليف الولاياتالمتحدة بسبب اتهام بوغوتا الرئيس إياها بإيواء متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك. ماركسية) وجيش التحرير الوطني (اتباع تشي غيفارا)، وصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الاتهامات بانها «خدعة وذريعة لغزو بلاده بمساندة أميركية»، ما يؤكد تصاعد التوتر بين فنزويلا العضو في منظمة الدول المنتجة للنفط «اوبك»، وكولومبيا التي تدعمها الولاياتالمتحدة في منطقة مضطربة في جبال الانديز تعصف بها أيديولوجيات متعارضة وجيوش من المتمردين وتجار المخدرات. وأشار تشافيز الى أن حكومة الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو اوريبي «أداة للإمبريالية الأميركية، خصوصاً بعدما باتت كولومبيا قاعدة كبيرة جداً للأميركيين»، في إشارة الى الاتفاق الذي أبرم بين واشنطن وبوغوتا العام الماضي وسمح للقوات الأميركية باستخدام قواعد عسكرية كولومبية، والذي يقول تشافيز إنه «يشكل تهديداً مباشراً» لبلاده. وكرر رفض حكومته للصور وتسجيلات الفيديو والخرائط التي قدمتها كولومبيا الى منظمة الدول الأميركية من أجل دعم مزاعمها حول تحرك آلاف من المتمردين الكولومبيين انطلاقاً من معسكرات داخل فنزويلا. وقال: «هذا الكذب ذريعة مثالية لمحاولة لغزو فنزويلا، والذي سيثير في حال حصوله حرباً لمئة عام. فليقينا الله شر هذه الحرب»، علماً أن تشافيز الذي نجا من انقلاب استمر فترة قصيرة عام 2002، يندد غالباً بمخططات اغتيال يعدها خصوم محليون وتدعمها الإدارة الأميركية. وزاد: «نريد السلام مع كولومبيا»، معلناً أن حركة التمرد الماركسية في كولومبيا «يجب أن تعيد النظر في استراتيجيتها المسلحة لوقف استخدامها كذريعة لدخول الولاياتالمتحدة الى كولومبيا، خصوصاً أن الواضح أن الظروف في كولومبيا غير مهيأة لسيطرتها على السلطة خلال فترة زمنية منظورة»، مشيراً الى أن متمردين يساريين سابقين آخرين في أميركا اللاتينية تحولوا الى سياسيين وفازوا بالانتخابات. وكانت الولاياتالمتحدة حضت تشافيز على الرد بجدية على اتهامات بوغوتا بأن فنزويلا تأوي متمردين كولومبيين. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها بي. جي. كراولي: «نأسف ألا تسمح فنزويلا للجنة دولية بالتحقيق في الاتهامات الكولومبية، مثلما طلبت بوغوتا في منظمة الدول الأميركية، ونعتبر أن رد فنزويلا عبر قطع العلاقات مع كولومبيا كان فظاً». وفي ردها على قرار فنزويلا قطع العلاقات، شددت كولومبيا على ضرورة حل «المشكلة الأساسية» عبر آلية محددة، وحصول تعاون فاعل في محاربة الإرهاب وتفكيك جماعاتها. وقال وزير الخارجية الكولومبي خايمي برموديز: «لم ترد فنزويلا على اقتراحنا إرسال وفد الى منظمة الدول الأميركية للتحقق من وجود عناصر من حركة التمرد الكولومبية في فنزويلا، لذا لم تلقَ المشكلة الأساسية رداً. وردت كراكاس على اتهامات واضحة وجهتها بوغوتا بقطع العلاقات الديبلوماسية». وأكد الوزير الكولومبي أن بلاده «منفتحة دائماً على الحوار مع مسؤولين إقليميين في شأن مقترحات وساطة.