أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في تقرير أصدره أمس، أن إيران زادت تعاونها مع الوكالة، على رغم استمرارها في تجاهل مطالب مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم. ووزعت الوكالة في شكل متزامن أمس، تقريرين على أعضاء مجلس محافظيها، من دون أن توزعهما على مجلس الأمن، خلافاً للمرات السابقة. واستعرض التقرير الأول تطورات الملف النووي الإيراني خلال الفترة الماضية، فيما تناول الثاني نتائج التحقيقات التي تجريها الوكالة حول مزاعم بوجود برنامج نووي سوري. وفي تقريره حول إيران، أفاد البرادعي بأنها تعاونت مع الوكالة من خلال تشديد إجراءات الضمانات المطبقة في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم، وتحسين تدابير الرقابة في محطات انتاج الوقود وفي السماح لمفتشيها بمعاينة مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، إضافة الى تقديم بيانات جزئية ووثائق عن الدراسات المزعومة للتسلح النووي. وأفاد التقرير بأن إيران قلصت وتيرة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، وأنتجت خلال الفترة الماضية 669 كيلوغراماً منه، علماً أن هذه العمليات أجريت وللمرة الأولى تحت رقابة الوكالة. وخزنت ايران 1508 كيلوغرام من اليورانيوم القليل التخصيب، بزيادة 200 كيلوغرام عن ايار مايو الماضي حين اصدرت الوكالة تقريرها السابق. وأشار التقرير الى ان ايران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي نحو ألف لتبلغ 8308، موضحاً انها غذت نحو 7942 جهازاً بغاز سداسي فلورايد اليورانيوم، ما يعكس عدم تعاونها مع الوكالة في القضايا العالقة المثيرة للقلق، إضافة الى عدم تنفيذها البروتوكول الإضافي. ونقلت وكالة"رويترز"عن مسؤولين في الأممالمتحدة اطلعوا على التقرير، قولهم ان ذلك سيسمح لإيران باستئناف التخصيب في شكل مكثف، اذا أرادت ذلك، إلا اذا واجهت مشاكل تكنولوجية. وفي تقريره الأخير قبل تنحيه عن رئاسة الوكالة الذرية في الخريف المقبل، ضغط البرادعي على ايران كي تجيب عن أسئلة حول"أبعاد عسكرية محتملة"لبرنامجها النووي. وحضّ طهران على طمأنة العالم الى انها لا تحاول انتاج سلاح نووي، مبدياً قلق الوكالة حول دور مزعوم لشخص أجنبي مجهول خبير في المتفجرات. وأشار التقرير الى ان ايران تركز على"الأسلوب والشكل، وتقدم أجوبة محددة وإنكارات بسيطة". وقبل ساعات من صدور التقرير، أبدى المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية"ثقته بأنه سيتضمن نقاطاً إيجابية عن الأعمال التي قامت بها إيران". وسيشكل التقرير أساس المحادثات التي ستجريها الدول الست الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا في ألمانيا في الثاني من ايلول سبتمبر المقبل، كما أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، لمناقشة الملف النووي الإيراني واحتمال فرض عقوبات إضافية على طهران اذا لم تستجب لدعوات الحوار. وفي الشأن السوري، قال البرادعي إن تعاون دمشق مع الوكالة كان جزئياً، إذ ساعدت الوكالة في ما يتعلق بتحليل العينات التي أُخذت من مركز البحوث السوري الواقع قرب العاصمة، متوصلة إلى أنها ترجع لتراكم عينات لمواد مشعة نتيجة إجراء تجارب معملية. في المقابل، تملصت سورية من تقديم الدعم الضروري للتحقق من مصدر جسيمات اليورانيوم التي عثر عليها في العينات المأخوذة من موقع دير الزور الذي دمرته مقاتلات إسرائيلية في أيلول سبتمبر 2007. في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد للمرة الأولى أمس، الى محاكمة"القادة والمحرضين الرئيسيين على إثارة أعمال الشغب"، كما اتهم"اتباع الحركة الانقلابية"بتنفيذ"سيناريو العدو"في الانتهاكات وإساءة معاملة متظاهرين احتُجزوا خلال الاحتجاجات. راجع صفحة 7 واللافت ان التصعيد الكلامي لنجاد، يأتي بعد ايام فقط من تأكيد المرشد علي خامنئي ان لا أدلة على ارتباط قادة المعارضة بدول أجنبية. في المقابل، هاجم الرئيس السابق محمد خاتمي متشددي التيار المحافظ، معتبراً ان"المنصة المقدسة لصلاة الجمعة مُنحت لمن يدعون الى معاقبة شخصيات بارزة، فيما ان الشعب يتهمهم بالخيانة"، وحضّ التيار الإصلاحي على الصمود من اجل"تحقيق شعار التغيير، لأننا جزء من هذه الثورة ولسنا مدافعين عنها فقط". في الوقت ذاته، حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي"الإدارة الأميركية والرئيس باراك اوباما من الوقوع في فخ السياسيين الأميركيين السابقين حول ملف فلسطين. على اوباما وبعض دول المنطقة أن يعلموا أنه لا يمكنهم تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني". واعتبر ان الدول العربية قبلت بخطة"لا تضمن أدنى مستوى من حقوق الشعب الفلسطيني"، داعياً"اوباما الى وقف تحركه قبل حصول انتفاضة فلسطينية جديدة". وأكد ان"إيران ترى أن مصالحها القومية تتحقق في إطار استيفاء الشعب الفلسطيني حقوقه". نشر في العدد: 16948 ت.م: 29-08-2009 ص: الأولى ط: الرياض