اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، القرار الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويدين نشاطاتها النووية،"غير قانوني"، معلناً ان بلده سينتج ما يحتاجه من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة بعد فشل التوصل لاتفاق في هذا الشأن. وقال نجاد:"تحت ضغط من عدد من الدول القوية ظاهرياً وهي في الحقيقة في طريقها الى الزوال، مررت الوكالة الذرية قراراً غير قانوني ضد الأمة الإيرانية". وأضاف في خطاب القاه في اصفهان ان"من الواضح جداً ان الشعب الايراني لن يخشى أياً من هذه الحكومات، حتى اذا كانت مجتمعة". وتابع ان"ايران أعلنت حاجتها للوقود النووي بحسب قرارات الوكالة الذرية، لكن القوى العالمية التي أبدت موافقتها في بداية الأمر، بدأت بإملاء الشروط علينا وأتبعتها بإصدار قرار ضدنا". وزاد:"اعلن بمشيئة الله ان الأمة الإيرانية ستُنتج بنفسها وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة وكل ما تحتاج اليه". وأضاف:"قلنا لهم: اعطونا وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة لإجراء تبادل، لكنهم بدأوا بفرض شروط. لذلك قلنا: اذا اردتم اعطاءنا الوقود، سنأخذه. واذا امتنعتم، حسناً والى اللقاء". وجدد نجاد تأكيده ان بلده سيبني 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، مماثلة لمنشأة ناتنانز. وقال ان"القضية النووية اصبحت مسألة منتهية بالنسبة الينا، والشعب الايراني لن يتفاوض بعد الان في هذا الخصوص مع هذه الدول، حتى اذا توسلت اليه". وسخر نجاد من تهديدات اسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، قائلاً:"الكيان الصهيوني ومؤيدوه لا يمكنهم فعل اي شيء ملعون لوقف البرنامج النووي الإيراني". وكان الرئيس الايراني اكد في مقابلة تلفزيونية الثلثاء الماضي، ان اعلانه عن بناء 10 منشآت جديدة للتخصيب ليس"خدعة. سننفذ ما نقوله". وقال:"لسنا ملزمين بإبلاغ الوكالة الذرية بخططنا لبناء مواقع نووية، ما لم تكن التكنولوجيا مستوردة". وحض الوكالة على"ضرورة الالتزام بحفظ التقارير السرية حول المراكز النووية وفقاً لقوانينها"، مؤكداً ان"الوكالة وخلافاً لهذه القوانين أعطت معلومات الى أعدائنا، و المدير العام السابق للوكالة محمد البرادعي قدم شخصياً الى الأميركيين معلومات حول منشأة فردو، وهذا يتعارض مع قوانين الوكالة". واعتبر ان روسيا"ارتكبت خطأً"عندما صوتت على قرار الوكالة الدولية ضد ايران، مضيفاً:"نعتقد أن رؤيتها في هذا الصدد غير صائبة". وشدد على أن"الحديث عن عزل إيران هو حرب نفسية يشنها الغرب. إيران دولة متفردة ولا يمكن لأي بلد أن يعزلها"، مضيفاً:"عزل ايران مستحيل. انه امر سخيف لأن الغربيين في حاجة الينا اكثر مما نحن في حاجة اليهم". ورأى ان موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما ازاء ايران"يدعو الى القلق". وقال:"تكلم كثيراً عن ايران وكنا دائماً نرحب بمبادراته ووجهنا اليه رسائل. واذا سنحت الفرصة واذا كان صادقاً، سنقوم نحن أيضاً ببادرة. لكننا نخشى الا ينجح في ذلك وان تتكرر القصة ذاتها". واكد ان"العقوبات على قطاع الطاقة الايراني لن تجدي. خلال اسبوع يمكننا انتاج البنزين الذي نستورده من الخارج". لكن محمد رويانيان رئيس مكتب إدارة النقل والوقود حذر من ان"جودة البنزين ووقود الديزل المنتجين محلياً، دون المستوى المطلوب". في الوقت ذاته، اعتبر وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ان"القرار السياسي للوكالة الذرية أحدث شرخاً في ثقة ايران بها". وقال لقادة وضباط في الجيش والشرطة في اصفهان ان"اتخاذ هذه المواقف غير الحكيمة من جانب الوكالة، جعل الشعب والحكومة الايرانيين اكثر اصراراً على الاستمرار في طريق الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي". اما المندوب الايراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية فأعرب عن"امله في ان ينفذ المدير الجديد للوكالة الياباني يوكيا امانو تعهداته في التعامل مع كل ملفات الوكالة، ومنها الملف النووي الايراني، بحيادية ومهنية". وقال ان"ايران تهنئه وتتمنى له النجاح وتنفيذ تعهداته وتوجهاته التي اعلنها". نشر في العدد: 17044 ت.م: 03-12-2009 ص: 15 ط: الرياض