واشنطن - «نشرة واشنطن» - أتيحت لمجموعة من الطلاب التونسيين، فرصة الاطلاع على لمحة موجزة عن برنامج تربوي أعد لغرض إعطائهم فرصاً في سوق عمل متعثرة. فقد أجرى الطلاب في تونس «دردشة» من طريق الفيديو أواخر الشهر الماضي، مع نائب رئيس «مؤسسة التعليم من أجل التوظيف» في واشنطن، وكان محور الحوار افتتاح فرع للمؤسسة في تونس لتبدأ صفوفاً دراسية في العام المقبل. ومن الآن وحتى بدء الصفوف ستسجل المؤسسة نفسها في تونس كمجموعة غير ربحية وستعيّن أعضاء في مجلس الإدارة وموظفين تونسيين، وتسعى الى العثور على شركات قد ترغب في استخدام شبان تونسيين بعد تدريبهم في شكل مناسب. وقال نائب رئيس المؤسسة، طالب سلهب، للطلاب: «إننا لا نقتصر على العمل من واشنطن ونفترض أننا نعرف الأوليات في كل بلد». وستصبح تونس سادس بلد يحتضن فرعاً للمؤسسة في الشرق الأوسط، بعد مصر والأردن والمغرب والأراضي الفلسطينية واليمن، وأول فرع يفتتح في ظل حكومة أحدثت فيها حركة الديموقراطية تغيراً. وأشار سلهب في هذا السياق الى ان المطالبة بفرص أكثر كان لها دور كبير في هذه الحركة. يذكر ان المؤسسة ليست منظمة سياسية لكنها تعمل من أجل تمكين الشبان في العالم العربي واستقطاب وجهات نظرهم في تصميم برامجها، بحسب ما ذكره سلهب الذي أضاف: «نحن حريصون على التأكد من أننا أينما نوجد، لن يكون للشباب في بلد ما صوت فقط، بل سيكونون جزءاً من كل شيء نقوم به في ذلك البلد». وعلى رغم أن المؤسسة لن تبت المقررات الدراسية إلا بعد أسابيع من الآن، لفت سلهب الى برنامجين مؤكدين، أحدهما يدور حول النجاح في مكان العمل والآخر حول ريادة المشاريع. ويمكن تصميم مقررات أخرى لتلبية حاجات أرباب عمل معينين أو الوفاء بحاجات السوق، مثل برنامج للمؤسسة في الأردن يدرب فنيين لإصلاح مكيفات الهواء. والهدف الإجمالي هو إيجاد فرص عمل لنسبة لا تقل عن 85 في المئة من الخريجين. ويهدف برنامج «النجاح في مكان العمل»، إلى مساعدة الناس على الحصول على وظائف والنجاح فيها. ورداً على سؤال من طالب أدب إنكليزي، اوضح سلهب ان البرامج لا تعني طلاب إدارة الأعمال فقط بل الطلاب من كل التخصصات ممن يكافحون لإيجاد عمل. وأضاف: «هناك من يتخرج من الجامعة... لكنه لا يكون قد توظف أبداً في شركة ولا يعرف كيف يعد سيرة عمل، أو كيف يتواصل بفعالية أو كيف يعمل ضمن فريق، أو كيف يقدم نفسه أو يدير مشروعاً. كل هذه المهارات لا تدرّس، للأسف، في غالبية الجامعات في أنحاء العالم العربي». أما الطلاب في الولاياتالمتحدة وسواها، فكثيراً ما يكتسبون تلك المهارات في وظائف بدوام جزئي وفي زمالات تدريب غير مدفوعة الأجر لدى تخرجهم من الجامعات. كما أن برنامج ريادة المشاريع ضروري، طبقاً لما يقول سلهب، لأنه «لا يوجد ما يكفي من الوظائف حتى لو كان هناك متدربون لملئها». وبوجود 80 ألف خريج جامعي شاب في تونس في كل سنة، هناك «خلل بين عدد الخريجين وعدد الوظائف المتوافرة». وأشار سلهب إلى أن المؤسسة ستلقن الطلاب سبل تطوير خطط عمل وإيجاد مصادر لرأس المال، وإدارة اعمال تجارية بنجاح في تونس والتواصل مع شبكة المؤسسة الأرحب فيها وفي سائر أنحاء العالم العربي. وخلص سلهب إلى القول إن على المؤسسة في تونس أن تبني نفسها جزئياً بمساعدة جهود خريجيها، مضيفاً أن تلك هي تجربة مجموعات من المؤسسة في بلدان أخرى حيث يمثل الخريجون «أحد أكبر كنوزنا»، إذ يرشدون الطلاب ويساعدون في التدريب وحتى يتبرعون بالمال دعماً للمؤسسة.